بحث عن الإنفاق في سبيل الله يثري في النفوس فضل تلك العبادة وأثرها على العبد ويحث عليها، ذلك لأن الإنفاق من أحب العبادات إلى الله عز وجل، فهي صفة المتقين، وعبادة الطائعين، وعادة المخلصين، ورجاء التائبين، بها يتقرب العبد إلى ربه فيلقى سعادة الدارين، وعبر موقع نموذجي نتناول بحث متعدد الأفكار حول هذه العبادة.
بحث عن الإنفاق في سبيل الله
الإنفاق في سبيل الله من العبادات اليسيرة، إلا أنها لا تصدر إلا عن قلب صادق مخلص يبتغي ما عند الله، حيث يعلم ما فيها من ثواب وبركة، فينال بها نجاةً من النار ووقاية من مِيتة السوء، ونظرًا لما لها من فضائل وثمار طيبة كان حريًا أن نذكرها من خلال بحث عن الإنفاق في سبيل الله يتناول الأفكار التالية:
- المقدمة.
- ما هو الإنفاق في سبيل الله.
- فضل الإنفاق في سبيل الله.
- شروط الإنفاق في سبيل الله.
- صور الإنفاق في سبيل الله.
- الخاتمة.
تعرف أيضًا على: بحث عن صلاة التطوع
مقدمة بحث عن الإنفاق في سبيل الله
هناك فرقٌ بين من ينفق ووجهه فرِحٌ وبين من ينفق رياءً ليقال عنه منفقًا، وكذلك بين من يعطي سرًا دون منٍّ أو أذى وبين من ينهر ويجرح في العطية، فقد بيّن الله ضوابط الإنفاق وآدابه حتى لا يستوي هذا وذاك، وفصل جوانب هذا الأمر بوضوح.
ما هو الإنفاق في سبيل الله
إن الانفاق في سيبل الله -عز وجل- يمكن أن يُعرف كما يلي:
- في اللغة: مصدر أنفق وتعني افتقر أو صرف المال.
- في الشرع: فهو ما يقدمه المسلم طمعًا في الثواب وابتغاء في رضاه وأملًا في المغفرة ورفع الدرجات سواء على وجه الوجوب أو الندب.
فهو إنفاق المال الطيب ابتغاءً لوجه الله، فيعلم بذلك أن ماله في الحقيقة هو مال الله وأن الإنسان فيه مستخلف، فينبغي أن يعرف فيم يستعمله وفيم ينفقه، وأن كل ما ينفقه يقدمه زخرًا له عند ربه.
فضل الإنفاق في سبيل الله
إن الإنفاق في سبيل الله من أهم العبادات التي حثّت عليها الشريعة في القرآن الكريم والسنة النبوية، وبينت فضائلها والثواب العظيم الذي أعدّه الله -عز وجل- للمنفق في الدنيا والآخرة، ونتعرف على تلك الفضائل من خلال ما يلي:
الإنفاق صفة المتقين
قد بين الله عز وجل صفات عباده المتقين والذي أعد لهم جزاءً عظيمًا، وذكر من صفاتهم الإنفاق في سبيل الله، فقال تعالى:
“الم* ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ” (البقرة – الآيات 1:3)
تكفير الذنوب
من أهم فضائل الإنفاق في سبيل الله وثماره أنه تكفير للذنوب ومحو للخطايا، والدليل على ذلك قوله تعالى:
” خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا…” (سورة التوبة- الآية 103).
كما ورد أيضًا في رواية معاذ بن جبل عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:
“والصَّدَقةُ تُطفي الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النَّارَ” (الترغيب والترهيب – 2/58).
سبب السعادة في الدنيا والآخرة
إن العبد إذا تقرب إلى الله عز وجل بفعل الطاعات وعلى رأسها الصدقة والإنفاق في سبيل الله؛ فإنه يلقى سعادة وفوزًا في الدنيا والآخرة، لما رواه أنس بن مالك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
” إنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً، يُعْطَى بها في الدُّنْيا ويُجْزَى بها في الآخِرَةِ، وأَمَّا الكافِرُ فيُطْعَمُ بحَسَناتِ ما عَمِلَ بها لِلَّهِ في الدُّنْيا، حتَّى إذا أفْضَى إلى الآخِرَةِ، لَمْ تَكُنْ له حَسَنَةٌ يُجْزَى بها” (صحيح مسلم – 2808)
حلول البركة للعبد
إن الإنفاق في سبيل الله لا ينقص من مال العبد كما يظن البعض، بل يضاعف الله -عز وجل- ماله الذي أنفقه، ويبارك له فيه، فقد روى أبو هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
“ما مِن يَومٍ يُصْبِحُ العِبادُ فِيهِ، إلَّا مَلَكانِ يَنْزِلانِ، فيَقولُ أحَدُهُما: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا” (صحيح البخاري – 1442)
أما البخل والامتناع عن الصدقة يكون سببًا في قطع البركة، ذلك للحديث المروي عن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- أنها قالت:
“قالَ لي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أنْفِقِي، أوِ انْضَحِي، أوِ انْفَحِي، ولا تُحْصِي، فيُحْصِيَ اللَّهُ عَلَيْكِ” (صحيح مسلم- 1029)
النجاة من الشدائد والكروب
إن الإنفاق في سبيل الله يدفع عن صاحبه البلايا والشدائد، وينجيه من الهموم والكروب، حيث روى عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
“صنائعُ المعروفِ تقي مصارعَ السوءِ و الآفاتِ و الهلكاتِ، و أهلُ المعروفِ في الدنيا همْ أهلُ المعروفِ في الآخرةِ” (الجامع الصغير – 5023)
مضاعفة الحسنات
ذلك أن الشريعة الإسلامية قد حثت على الإنفاق في سبيل الله وبينت الجزاء الذي أعده الله -عز وجل- للمنفق، وبينت كذلك أجر الإنفاق وأنه سبب في مضاعفة الحسنات، ويستدل على ذلك بقول الله تعالى:
“مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ” (البقرة – الآية 245).
شروط الإنفاق في سبيل الله
بيّنت الشريعة فضل الإنفاق في سبيل الله سواء كان صدقة أو زكاة مفروضة أو غيرها، كما بينت الآداب والشروط الواجب على المسلم مُراعاتها حال الإنفاق في سبيل الله، وتشمل:
إخلاص النية لله عز وجل
ينبغي للمسلم أن يعقد النية أنه لا يبتغي بتلك الصدقة إلا مرضاة الله تعالى، فلا يُصاحبها رياءً أو يكون ورائها منفعة، فإنها كغيرها من العبادات يجب أن تكون خالصة لله -عز وجل-، وهذا ما أمر الله به في كتابه، حيث قال:
“وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى* الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى* وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى* إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى” (الليل 17:20)
كون المنفَق حلالًا
يجب أن يكون ما ينفقه العبد حلالًا طيبًا، فهذا ما حثّ عليه رسول الله حيث قال:
“أَيُّها النَّاسُ، إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا” ( صحيح الترمذي – 2989)
كما لا يجوز أن تكون نفقته سببًا في الإثم والعدوان، ذلك أن الله -عز وجل- قال:
“وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ” (المائدة – 2).
أيضًا عليه أن ينفق من أطيب ما عنده لقول الله عز وجل:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ” (البقرة – 267).
كون المنفِق مسلمًا
يعد من أهم الشروط، أن يكون مسلم، زذلك أن الله -عز وجل- لا يقبل عمل الكافر، حيث قال في القرآن الكريم:
“وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا” (الفرقان – 23).
“وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا…” (النور – 39).
الاعتدال في الإنفاق
إن أفضل سبل الإنفاق أن تنفق وأنت صحيح بلا عِلّة أو مرض، فقير تخشى الفقر وترجو الغنى، ولا تنتظر حتى تُوافيك المنية فتوصي بها صدقة، فقد بين الله -عز وجل- آداب الأنفاق فقال:
“وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا” (الإسراء – 29)
تجنب المن والأذى
ينبغي على العبد أن يعطي لله لا رياءً ولا سمعة، فلا يعطي ويتحدث بما أعطى فيؤذي من تصدق عليه، ولا يعطيه فيتطاول عليه بلسانه أو يده، بل ينفق عن طيب نفس منه، فقد نهى الله -عز وجل- عن المنى والأذى في الإنفاق وأثنى على من يتجنب ذلك فقال:
“الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ” (البقرة – 262 : 263).
كما بيّن القرآن والسنة العديد من الآداب الواجب اتباعها حال الإنفاق في سبيل الله، والتي تكون سببًا في قبول الصدقة، وهي:
- أن يتصدق بالسر: فلا يجاهر بالصدقة ولا يعلنها أو يظهرها، وهذا ما حث عليه رسول الله (ص) حيث ذكر من بين السبعة الذين يظلهم الله في ظله:
“سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى في ظِلِّهِ يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إمَامٌ عَدْلٌ، وشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ، ورَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، ورَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ، اجْتَمعا عليه وتَفَرَّقَا عليه، ورَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وجَمَالٍ فَقالَ: إنِّي أَخَافُ اللَّهَ، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ فأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ” (صحيح البخاري 1423)
- ألا ينتظر من إنفاقه جزاءً ولا شكورًا: فلا يتصدق لينال شكرًا من أحد، أو ينتظر مقابل مادي أو معنوي، بل يبغي بذلك ما عند الله، وفي ذلك قال تعالى:
“وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا* إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّـهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا” (الإنسان – 8:9)
- القول الحسن عند الانفاق: فلا ينهر المحتاج أو يجرحه لاسيما عدم وجود المال، حيث قال الله عز وجل:
“وَإِمّا تُعرِضَنَّ عَنهُمُ ابتِغاءَ رَحمَةٍ مِن رَبِّكَ تَرجوها فَقُل لَهُم قَولًا مَيسورًا” (الإسراء – 28)
صور الإنفاق في سبيل الله
هناك العديد من صور وأشكال الإنفاق في سبيل الله، لكنه يشتمل على صورتين أساسيتين، هما:
- الإنفاق الواجب في سبيل الله: وهو ما يلزم على كل مسلم حسب قدرته واستطاعته، مثل: الكفارات، والزكاة، والإنفاق على الزوجة والأولاد، والإنفاق على النفس… وغيرها.
- الإنفاق المستحب: وهو ما يثاب على فعله ولا يعاقب على فعله مما حثّت عليه الشريعة، من صدقة على الفقراء، وكفالة أيتام، والإنفاق على ذوي القربى والمساكين.
يندرج تحت الإنفاق المستحب الصدقة الجارية مثل حفر الآبار، وبناء المدارس والمستشفيات، وشق الطرق، فضلًا عن الهبة، والهدية، والعارية التي تعني تمليك المنفعة بلا مقابل، والوصية، والوقف.
كما بيّن العلماء أن أفضل الصدقات بناء المساجد، لقوله تعالى:
“إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ” (التوبة: 18).
كذلك كفالة اليتيم وسقيا الماء، وبناء المدارس الإسلامية، وكفالة الدعاة والأئمة، وبناء المراكز الصحية، وغيرها الكثير من الأمثلة، فكل ما كان سببًا لنفع المسلمين ورفعةً للإسلام كان مقدمًا.
خاتمة بحث عن الإنفاق في سبيل الله
لما كان للإنفاق في سبيل الله مقاصد نبيلة؛ كان جزاؤه عظيمًا عند الله، فقد شُرِع تخفيفًا على المحتاجين والمساكين ومساعدة لهم، وطاعة لله وامتثالًا لأمره وتقربًا إليه وابتغاءً لمرضاته.
من رحمة الله -عز وجل- أنه لم يضع حدًا للإنفاق، فجعل كل مسلم ينال ثواب تلك العبادة ويقدمها بقدر استطاعته، فإن الله -عز وجل- غني يقبل من عباده القليل ويجازيهم عليه بالكثير في الدنيا والآخرة.
تعرف أيضًا على: بحث عن الصلاة
بحث عن الإنفاق في سبيل الله pdf
تعود ثمرة الإنفاق في سبيل الله على الفرد والمجتمع بكل الخير، إذ هو سبب في صيانة المال وتزكيته والمباركة فيه، وتحقيق التضامن والتكافل الاجتماعي بين كافة طبقات المجتمع، ومن خلال الضغط على الرابط أدناه يمكن تحميل نموذج بحث عن الإنفاق في سبيل الله بصيغة pdf:
تعرف أيضًا على: بحث عن بر الوالدين
بحث عن الإنفاق في سبيل الله يعزز أهميته ويشجع المسلم على المحافظة عليه، ذلك أنها طاعة عظيمة تكون سببًا في رضا الله -عز وجل-، وتطهر النفس من البخل والشُح وتربيها على الجود والكرم.