بحث عن بر الوالدين يمكن من خلاله حث الطلاب على القيام بهذه الفضيلة الأخلاقية تجاه والديهم، دون أن يتم توجيه الكلام لأحد بعينه؛ مما يحفز الطالب أكثر على أخذ الكلام بجدية والتفكير فيه بعمق، فالحث على الفضائل مهم لا سيما في هذا العصر، ومن ثم للحصول على بحث جاهز عن بر الوالدين لمناقشته مع الطلاب يمكن من خلال موقع نموذجي تحميل بحث متعدد الجوانب والأفكار.
بحث عن بر الوالدين
مختلف الشرائع الدينية حثت على بر الوالدين والإحسان إليهما بالقول والفعل، ولا بد من زرع هذه الفضيلة في الطلاب منذ الصِغر، بالتحبيب والترغيب فيها، ومن ثم لجعل الطفل يفهم أهمية هذا الأمر يمكن مناقشة معه العديد من أفكار بحث عن بر الوالدين، مثل الآتي:
- المقدمة.
- مفهوم بر الوالدين.
- كيف تنظر الأديان المختلفة إلى تكريم واحترام الوالدين؟
- بر الوالدين ليس عبودية.
- بر الوالدين بعد الموت.
- هل يجب على الإنسان أن يفعل كل ما يأمره به والديه؟
- أوجه بر الوالدين.
- دور الوالدين في مساعدة الأبناء على البر.
- الخاتمة.
تعرف ايضاً على: بحث عن عقوق الوالدين
المقدمة
الحياة دائرية، فما تفعله للآخرين سوف يُرد لك بشكل أو بآخر، لذا إذا أراد الإنسان أن يكون مُكرمًا من قِبل أبنائه، عليه أن يُكرم والديه، ولفهم كيفية فعل ذلك وما هو المفهوم الصحيح لبر الوالدين سوف نصطحبكم في رحلة عبر هذا البحث نتطرق فيها إلى رؤية واقعية لبر الوالدين.
مفهوم بر الوالدين
البر في اللغة العربية هو فعل الخير والإحسان، ومعنى “بر” أو “إكرام” في اللغة اليونانية هو التبجيل، والقيمة، والتشريف، والشرف هنا ليس فقط إعطاء الاحترام للجدارة ولكن للرتبة أيضًا، مثال: قد يختلف الشعب مع قرار الرئيس ولكن لا يزال عليهما احترامه منصبه كزعيم لبلادهم، وبالمثل، ينبغي على الأبناء أن يكرموا والديهم بغض النظر ما إن كانوا يستحقوا التكريم أم لا.
كيف تنظر الأديان المختلفة إلى تكريم واحترام الوالدين؟
من الآيات القرآنية التي تسلط الضوء على مفهوم بر الوالدين، قوله -تعالى- في سورة الإسراء الآية 23:
“وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا”
وهنا في الآية الكريمة يترجم الله -عز وجل- مفهوم بر الوالدين إلى أفعال الرحمة والإحسان إلى الأبوين، وتجنب جرحهم بالكلام أو التأفف منهما.
أما بالنسبة لمفهوم البر في المسيحية فهناك أيضًا ما يوضح ذلك، مثل:
“أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ كَمَا أَوْصَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ، وَلِكَيْ يَكُونَ لَكَ خَيْرٌ علَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ” سفر التثنية 5: 16.
كما توجد العديد من الآيات المسيحية التي تحبب في إكرام الوالدين، والنهي عن زجرهما أو التسبب في تعاستهما، أما في الشريعة اليهودية يتم مخاطبة الشعب اليهودي وحثهم على الترفق بوالديهما، حيث يقول النص:
“كَابَدِي أَبُوكِ وَأُمَّكِ تُكْبِدَكَ، وَمُنْبِعُكِ يُفْرِضُ العَمَلَ عَلَيْكِ” (أمثال 22: 23).
كما أن في اليهودية يتم التشديد على أهمية أن تنسجم أقوال الإنسان وأفعاله، مثال: إذا تم إعطاء الأب ما لذ وطاب من اللحم على الدوام، ثم نهره أو التقليل من احترامه؛ فالابن هنا يرث الجحيم.
بالنسبة للأديان الأخرى كالهندوسية والسيخية وما إلى ذلك فكل منهما طريقة في الحث على بر الوالدين، مثلًا في الديانة البوذية فالكلمة التي يتم استخدامها للإحسان إلى الوالدين ترجمتها هي “الامتنان” أو “الشكر”؛ حيث إن البوذية ترى أن فعل الخير مع الوالدين يكون مقابل الإحسان الذي تم تلقيه من الأبوين، وبهذا فإن البوذية تحث الوالدين أنفسهم أن يكونا جديرا بالتكريم.
مما سبق، نستنتج أنه لا يمكن للإنسان -مهما كان دينه- أن يتجاوز الأوامر الدينية التي توصي باحترام الوالدين والإحسان إليهما، فهذا في حد ذاته إحدى الطرق التي يتم بها تزكية النفس وتهذيبها مما يستدعي الفوز برضا الله.
بر الوالدين ليس عبودية
لا شك أن الانصياع لأحدهم مهما كانت مكانته ومركزه هو أمر مكروه للنفس، فهو أشبه بالعبودية إن لم يكن عبودية مقنعة، ولكن يجب العِلم أن بر الوالدين ليس عبودية لهما! ليس فقط لأن هذا الأمر حث عليه الله في القرآن الكريم، وحببت فيه مختلف الشرائع السماوية والغير سماوية الأخرى، ولكن لأن بر الوالدين ليس طاعة عمياء وخضوع وانصياع.
يخطئ كثير من الناس باعتبار أن الطاعة العمياء للوالدين هذا هو شكل شكل البر في صورته الأكمل! ولكن الأمر ليس كذلك، بل إن بر الوالدين هو الترفق بهما في القول والفعل، والتودد والإحسان إليهما، وعدم التكبر أو التجبر عليهما بأي شكل كان، لذا فإن بر الوالدين لا يلغي شخصية الإنسان، ولا يجعله إمعة، بل التحلي بهذه الفضيلة من شيم الأقوياء القادرين على موازنة الأمور.
مثال: أحمد يريد أن يتزوج عُلا، ولكن والدي أحمد لا يوافقان على ذلك، هنا تختلف طريقة أحمد في بر والديه على حسب الموقف وبقية التفاصيل، ولكن التصرف الأسلم يكون كالآتي: ألا يُعاند والديه، وألا يغيظهما، ولكن أن يتعقل ويأخذ وقته في تليين والديه، وإقناعهم بالحسنى، وتحبيب والديه في الفتاة، ثم أخذ خطوة الزواج في ظل رضاهم.
في المثال السابق لم يقم أحمد بإلغاء شخصيته، أو ترك شخص آخر يأخذ القرار عنه، ولكن مع ذلك قام بتوقير والديه واحترامهما، وانتظار الوقت المناسب لمعالجة المشكلة، وهكذا في بقية المواقف الحياتية.
بر الوالدين بعد الموت
لا يتوقف بر الوالدين بمجرد وفاتهما! بل إن من صور بر الوالدين بعد انتقالهم من العالم المادي إلى العالم الروحاني هو أن يتم ذكرهما بالخير، وحفظ كرامتهما، والدعاء لهما بالرحمة والمغفرة، والتصدق عليهما، وتجنب الإساءة إليهما في الحديث، ووصل رحمهم مع أقاربهم وأصدقائهم، كما يمكن الحج أو العمر نيابة عنهما، فكل هذا يستدعي مرضاة الله على الابن أو الابنة.
هل يجب على الإنسان أن يفعل كل ما يأمره به والديه؟
تمت مناقشة هذه المسألة مرارًا، ورغم اختلاف الآراء نسبيًا إلا أن ما هو أقرب إلى المنطق أنه يجب طاعة الوالدين طالما كان هذا الأمر هادف ومفيد، مثال: إذا طلب الأب من الابن الإساءة إلى شخص ما، لا ينبغي على الابن طاعة والده في هذا، ومثال آخر: إذا منع الطبيب الأم من طعام معين من أجل صحتها، ثم طلبت من ابنها أن يُحضره لها، هنا لا ينبغي أن يطيع والدته، وهكذا، أي أن الطاعة ليست مطلقة بل مشروطة ولا بد أن يصطحبها العقل والتعقل.
هذه الرؤية تتفق مع ما جاء في القرآن الكريم، حيث قال -تعالى- في (سورة لقمان) الآية 15:
“وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ”
هنا نهى الله عن طاعة الوالدين إذا كانوا يحرضون على الشرك، ومع ذلك حتى في هذا الموقف حث الله الإنسان على الاستمرار في تقديم المعروف لوالديه ولكن دون الاستجابة إليهما في معصية الله.
أوجه بر الوالدين
كل تفصيلة في الحياة اليومية يمكن تحويلها إلى فعل بر للوالدين، وأمثلة على ما يمكن فعله الآتي:
- مساعدة الأم في المنزل.
- مساعدة الأب في عمله.
- زيارة الوالدين باستمرار.
- تقديم الهدايا للوالدين بمناسبة ودون مناسبة؛ تعبيرًا الحب والامتنان.
- تخصيص وقت للجلوس مع الوالدين وتبادل أطراف الحديث معهم.
- الدفاع عن الوالدين ورد غيبتهم أمام الآخرين.
- الاعتناء بالوالدين عندما يشيخان.
- تلبية احتياجات الوالدين قدر المستطاع.
دور الوالدين في مساعدة الأبناء على البر
على الوالدين أن يعينا أبنائهم على برهما، وهذا يبدأ منذ الصغر! بأن يُحسن الوالدين إلى طفلهما، ويقدما له الرعاية اللازمة، ويُنفقا عليه الحب والاحتواء والمال، ويعززانه على قدر استطاعتهما، فيكون هذا سبب يُشرح قلب الابن ويدفعه إلى أن يرد جميلهما عليه عندما يشتد عوده.
أما الإساءة إلى الأبناء والقسوة المفرطة عليهما وجحودهما واستغلالهما؛ هذا يجعل مهمة البر شاقة وعسيرة على نفس الأبناء، ومن ثم يجب أن يكون الوالدين واعيين إلى أن البداية الحسنة يجب أن تكون منهما.
خاتمة بحث عن بر الوالدين
بر الوالدين هو أسلوب حياة كامل، فالبر لا يعني فقط حفظ كرامة الوالدين ومراعاة فعل الخير معهما، ولكنه أيضًا يتعلق بتوقيرهما، والتحكم في نبرة الصوت عندما يتم التحدث مع أيهما، وتجنب إهانتهما بأي صورة كانت، وقد تم تناول مفهوم بر الوالدين أعلاه باستفاضة، بالإضافة إلى التطرق لنظرة الأديان المختلفة إلى هذه الفضيلة، فما أحوجنا اليوم إلى أن نربي أطفالنا على الأخلاق الحميدة.
تعرف ايضاً على: بحث عن الصلاة
بحث عن بر الوالدين pdf
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ فالله يكرم أولئك الذين يطيعون أمره ويبرون والديهما، لذا إذا أردنا إرضاء الله -عز وجل- والحصول على بركته فلا بد أن نكرم والدينا، علمًا أن التكريم ليس سهلًا، وأحيانًا يكون غير ممتع أيضًا، ولكن مع ذلك يجب الالتزام به، ويمكن تحفيز النفس والآخرين على القيام بهذه المهمة من خلال الاطلاع على بحث عن بر الوالدين، والذي يمكن تحميله عبر الرابط التالي:
بحث عن بر الوالدين doc
الالتزام بشيء ما دون فهمه أمر غير محبب للنفس، لا سيما المراهقين، ومن ثم يمكن مساعدة الصغار على فهم معنى البر لوالديهم عبر طلب منهم عمل بحث عن بر الأبوين، ولمنحهم مثال على الأبحاث من هذا النوع، يمكن تحميل البحث التالي كنموذج جاهز للاستخدام والتعديل عليه من خلال الرابط أدناه:
بحث عن بر الوالدين بالانجليزي قصير
بر الوالدين مفهوم عالمي، يعرفه الناس على اختلاف أديانهم وشعوبهم وطوائفهم ولغاتهم، ومن ثم يمكن تناول هذا الموضوع باللغة الإنجليزية مع الآخرين من خلال مناقشة بحث عن بر الأبوين، والذي يمكن الحصول عليه بصيغة doc -القابلة للإضافة والتعديل- عبر تحميله من الرابط التالي:
تعرف ايضاً على: بحث عن صلاة الجمعة
المجتمع الذي لا يرحم فيه الكبير الصغير، ولا يحسن في الصغير إلى الكبير، هو مجتمع فاسد، لذا يجب أن يدرك الكل دوره، ومن هذا المنطلق تم تقديم أعلاه بحث عن بر الوالدين يبيّن للأطفال دورهم تجاه أبويهم.