تعبير عن عيد الفطر المبارك يعد تدوينًا لتلك اللحظات والمشاعر السعيدة التي نعيشها كل عام، حيث يأتي العيد ليُلبي فطرة الإنسان التي فُطر عليها، وهي التنويع والترويح عن النفس والخروج من الرتابة والروتين، ليتجدد في نفسه النشاط والهمة والعزيمة، وليكون العيد دافعًا لمواصلة العمل ودوام الطاعة وشكر الله -تعالى- على إتمام صيام رمضان الكريم.
تعبير عن عيد الفطر
ما شرَّع الله الواجبات والفرائض والسنن التى منها الأعياد إلا لحِكَمٍ تعود على الفرد وعلى والبشرية والمجتمعات بأعظم الأثر، وقد تكون تلك الحِكم واضحة أو يخفيها الله فلا يعلمها إلا هو.
عيد الفطر هو إحدى أعياد الأمة الاسلامية الذي شرعه الله بسننه وآدابه لحكم عديدة، وفيما يلي سنتكلم عن تعبير عن عيد الفطر ونتناول فيه أهم النقاط التي منها:
- مقدمة.
- تعريف العيد وسبب تسميته بعيد الفطر.
- ماذا يفعل الناس في عيد الفطر؟
- الحكمة من تشريع عيد الفطر.
- آداب وسنن وواجبات عيد الفطر.
- خاتمة.
تعرف أيضًا على: تعبير عن رمضان
مقدمة تعبير عن عيد الفطر
نجد في مظاهر الابتهاج بعيد الفطر التي يعيشها المسلمون في كل دول العالم بنفس التوقيت والشعائر أن تلك اللحظات لها طابع خاص فريد تشرفت به الأمة الإسلامية على وجه الخصوص، لأنها احتفالات خلطت بين الفرحة القلبية وتشارُك الفرحة مع المجتمع في مؤآخاة وتقارب، مع بهجة اغتنام الأجر والتقرب إلى الله تعالى.
تعريف العيد وسبب تسميته بعيد الفطر
العيد هو اسم مأخوذ من الفعل عاد بمعنى رجع، ولذلك سمي العيد عيداً لأنه يعود ويرجع كل عام في الوقت ذاته، أما سبب تسميته بالفطر فهو لأن العيد يأتي بعد صيامٍ متواصلٍ طوال شهر رمضان، فيكون أول أيام العيد هو أول أيام الفطر.
آداب وسنن وواجبات عيد الفطر
العيد هو شعيرة من شعائر الإسلام وصورة سامية من الاحتفال الديني الذي يجب أن يُراعى فيه المسلم اتباع الآداب والسنن التي أرشدنا إليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فالمسلم في العيد له حق إظهار الفرحة والترويح عن النفس بكل الوسائل المباحة في الإسلام دون إهمال آداب وسنن وواجبات العيد.
ومن واجبات العيد إخراج حق المحتاجين والضعفاء، ولهذا فرضت زكاة الفطر، فالغاية منها هي التوسعة على الفقراء والمحتاجين وإغنائهم عن السؤال وطلب الرزق في هذا اليوم، ليتساوى الغني والمحتاج فيشعر الفقير ببهجة وفرحة العيد كما يشعر بها الغني.
آداب العيد عديدة، منها أن يستقبل المسلم العيد بالتكبير وإظهار البهجة والفرحة والسرور مع المسلمين، ويتزين ويتجمل، ويداوم على التكبير بدءاً من الليلة التي تسبق صلاة العيد، ويلقي التهنئة على معارفه مستبشراً بالعيد متهللًا به، ويوسع على أهله وعلى الفقراء على قدر استطاعته.
كما يستحب أن يتهيأ ويتجهز المسلم لصلاة العيد، فيغتسل قبل الذهاب إلى الصلاة ويتطيب الرجل بالعطور أو المسك، ويلبس أفضل الثياب النظيفة، ويخرج للصلاة متجملاً متزينًا، ويستحب اصطحاب الأطفال أيضًا مع ذويهم لصلاة العيد وهم بثيابٍ نظيفة مُزَينة، أما المرأة فترتدي من ثيابها أفضلها أيضًا، ولكن بالصورة التي تليق مع زيّها الشرعي.
أيضًا يستحب أن يُبكِّر المسلم في الخروج للصلاة، ويذهب إلى المسجد ماشيًا إذا كان المسجد قريبًا منه، ويذهب من طريق غير الطريق الذي سيعود منه، ليتقابل مع العديد من المسلمين فيلقي عليهم تهنئة العيد.
من سنن العيد أيضًا أن يتناول المسلم طعامًا قبل الخروج إلى الصلاة، ليخالف الحالة التي كان عليها طوال شهر رمضان وهي الصيام، ويستحب أن يكون طعامه قبل الصلاة هو التمر إن وُجد، وأن يتناول عدداً فردياً من التمر، أي تمرة، أو ثلاث تمرات، أو سبع تمرات..
بعد صلاة العيد يلقي الخطيب خطبة العيد، ويستحب للمسلم الاستماع والإنصات إليها، ثم ينصرف بعد نزول الإمام من على المنبر ويهنأ الجيران والأهل ومن يلقاه من المسلمين.
الحكمة من تشريع عيد الفطر
كان أول عيد فطر في الإسلام في السنة الثانية من الهجرة، والمتأمل والمتدبر في حِكَم الله وتشريعه يدرك أن لله حِكَم جليلة من تشريع عيد الفطر، منها ما يأتي:
تعظيم شعائر الله
جعل الله إظهار البهجة والسرور والفرح بقدوم العيد شعيرة من شعائر الله التي أمرنا بتعظيمها، فاستجابةُ المسلمون لذلك الأمر عن طريق التهنئة والتكبير والتهيؤ للعيد هو تلبية وتعظيم لشعائر الله تعالى وأوامره.
شكر لله تعالى
توفيق الله تعالى عباده لفعل الطاعات نعمة من أعظم النعم التي تستوجب أن يَشكر العبد ربه عليها، فكما وفق الله تعالى عباده لصيام شهر رمضان وأتمه عليهم ومنحهم عمراً وصحةً لصيامه فقد وجب عليهم إظهار شكر تلك النعمة بالامتثال لأوامره، وإعلان الشكر بإظهار الفرحة في العيد.
إظهار كثرة المسلمين وقوتهم لعدوهم
الأمة الإسلامية من أكبر الأمم عددًا، وحينما يأتي العيد يخرج المسلمون في كل العالم رجالاً ونساءًا وأطفالًا إلى الشوارع والمساجد في نفس التوقيت، ويظهر للأمم المعادية للإسلام قدرة تلك الأمة على الاجتماع ويظهر عددها المهيب، فيقع في صدر جيش العدو الخوف من تكاتف الأمة الإسلامية عليهم إن حاولوا التعدي على المسلمين.
تعليم النشء العبادات
حث الإسلام على اصطحاب العائلات لأطفالهم عند الخروج إلى صلاة العيد وإدخال الفرح والسرور عليهم في تلك الأيام، وذلك حتى ينشأ الطفل في بيئة إسلامية مؤمنًا فيها بالمعتقدات الدينية وعالمًا بأحكام الدين الإسلامي وتعاليمه، فيعرف كيف يؤدي صلاة العيد، ويترسخ في قلبه ارتباط الدين بالبهجة فينشأ محبًا للطاعة متقربًا إلى الله تعالى بها.
تعزيز الألفة وصلة الرحم
حثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على تبادل التهنئة والتعبير عن عيد الفطر بالرسائل والهدايا والزيارات للأهل وصلة الرحم، ويعود أثر ذلك على المجتمع بالمنافع العديدة، فتقل الأحقاد والعداوات ويتعاون الأفراد و تتأصل روابط المحبة والألفة والتعاون بين الناس.
الاهتمام بحق الفقير
لم ينس الدين الإسلامي الفقير المحتاج ففرض له زكاة الفطر، وأوجب التصدق بها قبل صلاة العيد، حتى يشعر الفقير بالاكتفاء، ويسعد بقدوم العيد كسائر المسلمين.
الدروس المستفادة من عيد الفطر
الناظر والمتأمل في مظاهر عيد الفطر وتعاليمه وسننه وواجباته يجد دروسًا عديدةً مستفادةً من عيد الفطر منها ما يأتي:
سعادة المؤمن مرتبطة بالعمل الصالح
كان أحد الصالحين يقول عن فضل رمضان: “رمضان سوق قام ثم انفض ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر”، وتوقيت عيد الفطر بعد هذا السباق الإيماني في الطاعات يأتي كدلالة على أن المؤمن يجب أن تكون أفراحه مرتبطة بالعمل الصالح وأن يفرح بتوفيق الله له للطاعات، يقول تعالى:
“قُل بِفَضلِ ٱللَّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَليَفرَحُواْ هُوَ خَير مِّمَّا يَجمَعُونَ” – [يونس 58].
كما أن العيد يأتى كجائزة للمؤمن على اجتهاده في العبادة في رمضان فإن توفيق الله للعبد في كل أمور حياته يكون أيضًا نتيجًة لفعل الطاعات وترك المحرمات، ويجب أن يعلم بأن ترك العمل الصالح وارتكاب المعاصي سببًا للشقاء والتعاسة وزوال النعم التي أنعم الله بها على العبد وسلب التوفيق، وذلك تصديقًا لقولة تعالى:
“فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا” – [طه: 124]
الإشارة إلى الجزاء على العمل
يأتي عيد الفطر بعد صيام شهر رمضان لبيان شكر الله تعالى لعباده على صلاتهم وصيامهم وتهجدهم وقيامهم وقراءة للقرآن، ولبيان أن من عمل صالحًا يجازى على عمله كما يجازى الصائم على عمله في الدنيا والآخرة.
نشر التسامح
بعد انتهاء شهر رمضان ترفع أعمال العباد في هذا الشهر الكريم إلى الله -تعالى- مقبولةً بإذن الله، ولكن التشاحن والتخاصم بين المسلمين سببًا من أسباب عدم رفع الأعمال، كما أن المسلم العابد لله تعالى الذي أدى حق الله في رمضان يحرص على المحافظة على قيمه واتباع أوامر الله، فقد ينتظر الفرصة لإنهاء الخصام بينه وبين أحد المسلمين، فيأتي العيد كفرصة جديدة لحل التنازع بين المسلمين وإنهاء الخلافات والخصام وإلقاء التهنئة على بعضهم البعض، فتتصافى النفوس وتزول العداوات.
التنويع والترويح على النفس فطرة في الانسان
خلق الله في الإنسان حبًا وتطلعًا فطريًا لتغيير أسلوب ونمط الحياة التي اعتادها، وكسر الرتابة والملل في مختلف مناحي الحياة سواءً الحياة العملية أو الأسرية أو الاجتماعية، فالإنسان بطبعه محب للمرح والأفراح والمسرات.
يأتي عيد الفطر كفرصة للترويح عن النفس والتغيير والاستراحة بعد التعب والفرح بعد العمل والجد والاجتهاد، والاستجمام بعد القيام، والاستمتاع بالمباحات لتعود النفس إلى مسارها وعملها بنشاط وقوة.
تحويل العادات الى عبادات
الأجر والثواب من الله تعالى على التهنئة والبهجة والزيارات في العيد فيه إشارة للمسلم إلى أنه يؤجر على كل عاداته اليومية إذا نوى بها التقرب إلى الله تعالى، فيؤجر على إلقاء السلام وعلى التبسم في وجه المسلم، ويؤجر على زيارة الأقارب، ويؤجر على الإنفاق على الأهل، فكل أعمال المسلم في سائر الأوقات يؤجر عليها إذا قرن العمل بالنية الصالحة.
خاتمة تعبير عن عيد الفطر
أخيراً يعتبر إظهار البهجة والفرح والسرور إحدى صور تعبير عن عيد الفطر بشرط ألا يُرتكب ما نهى الله عنه في العيد، مثل الموسيقى و الأغاني واللهو والتبذير والإسراف والإنفاق في المحرمات، لأن كل هذا يتنافى مع معاني العيد الإسلامي ببهجته ووقاره، ويتنافى مع المقصود الأسمى منه وهو التقرب إلى الله تعالى.
تعرف أيضًا على: عبارات تهنئة عيد ميلاد
تعبير عن عيد الفطر قصيرة جدا
بعد صيام وقيام شهر رمضان يأتي عيد الفطر كجائزة للمسلمين على التزامهم بما أمر الله -تعالى- وتعظيم شهر رمضان الكريم وصيامه وقيامه، وللعيد سنن وآداب يجب على المسلم اتباعها، كما أن لعيد الفطر أثراً كبيراً على المجتمع، ومن خلال تلك السطور التالية نكتب بإيجاز تعبيراً عن عيد الفطر نوضح فيه أهم العناصر الآتية:
- مقدمة.
- ماذا يفعل المسلم في عيد الفطر.
- أثر العيد على المجتمع.
- خاتمة
المقدمة
العيد زائر محبوب يعاود الزيارة في كل سنة ليُدخل البهجة والسرور على المسلمين ويشعرهم بوحدة تلك الأمة الإسلامية وتضامنها في المسرات والأفراح، وعلى المسلم أن يهتم بتعظيم شعائر الله في العيد وأن يحقق سننه وآدابه.
ماذا يفعل المسلم في عيد الفطر
عيد الفطر هو اليوم الأول بعد انتهاء شهر رمضان، و فيه يصلي المسلمون صلاة العيد ويُخرجون زكاة الفطر، ويجب على المسلم أن يتبع سنن النبي -صلى الله عليه وسلم- خلاله، حيث يتجهز ويتجمل للعيد ويُظهر الفرحة والبهجة والسرور، ويؤدي حق الأقارب والأهل، فيزورهم ويطمئن على أحوالهم، كما يؤدي حق الفقراء فيوسع عليهم على قدر استطاعته.
ومن سنن العيد التي يستحب للمسلم أن يفعلها يوم العيد: التكبير بتكبيرات العيد المسنونة، والاغتسال والتطهر ولبس أجمل الثياب لأداء صلاة العيد.
ويستحب أن يخرج للصلاة النساء والرجال جميعًا، كما يخرج الأطفال للصلاة ليشعروا ببهجة العيد وتترسخ في نفوسهم تعظيم الشعائر الإسلامية.
أثر العيد على المجتمع
تَشارُك مشاعر الفرحة والسرور في العيد مع الأهل والأصدقاء والمسلمين يعود بالمنافع على المجتمع، ومن أبرز تلك المنافع:
- توقير العبادات في النفوس، وتعظيم شعائر الله والاستجابة لأوامر الله والمجاهرة بالطاعات.
- إزالة الأحقاد والبغضاء والكراهية من القلوب ونشر التسامح والمودة.
- تعزيز التراحم والتعاون وصلة الرحم.
- مراعاة حقوق الفقراء.
الخاتمة
التعبير عن عيد الفطر يجب أن يكون ممزوجًا بالشكر والامتنان لله تعالى على توفيقه العبد لإتمام صيام شهر رمضان المبارك، ومن صور شكر نعم الله تعالى ألا تستخدم تلك النعم في معصيته، لذا ينبغي أن يكون الاحتفال بالأعياد خاليًا من ارتكاب المحرمات مثل: الإسراف والتبذير، وأكل وفعل ما حرمه الله.
تعرف أيضًا على: تعبير عن العائله
أخيراً كتابة تعبير عن عيد الفطر ينبغي أن يعتمد على الحديث عن جوانب دينية وأسرية واجتماعية، لأن العيد هو مناسبة دينية بطقوس وشعائر وأفعال تلقي بظلالها وأثرها على الحياة الأسرية والاجتماعية فتؤثر بالإيجاب والمنافع، والعيد دافع للتراحم والتواصل والعطاء والكرم، وهو صورة من صور التضامن والوحدة بين المسلمين، وتجسيدًا لمعنى الأمة الإسلامية كالجسد الواحد.