شعر عن الأخلاق يُساهم في نشر الفضيلة والتمسك بالقيم والمبادئ، حيثُ يُمكننا مُلاحظة تدني الأخلاق في مُجتمعاتنا العربية في الآونة الأخيرة خلال عصر الانفتاح الذي نعيشه، وانتشار الجرائم واتباع العديد من السلوكيات السيئة الدخيلة على مُجتمعنا، لذا نجد أن الأخلاق من أهم العوامل التي تؤثر بالإيجاب على صلاح المُجتمع، ولذا يقدم موقع نموذجي اقتباسات وأبيات شعر عن الاخلاق الحميدة لأبرز الشعراء.
شعر عن الاخلاق
لا شك أن الأخلاق لها شأن كبير في حياة المرء وتتحكم في تصرفاته وأفعاله بشكل كبير، حيثُ أن الإنسان الذي يحرص على التمسك بالأخلاق يكون له شأن كبير في المجتمع ويحظى باحترام جميع من حوله.
كما أنه يكون قدوة يقتدي بها الكثير نظرًا لان الشخص الخلوق أصبح عُملة نادرة في وقتنا الحالي، لذا نجد أن هُناك العديد من الشعراء الذين ذكروا الأخلاق في قصائدهم، يُمكننا أن نذكر من خلال النِّقَاط الآتية باقة متميزة من أبيات شعر عن الأخلاق:
قصيدة “إن مكارم الأخلاق مطهرة” لعلي بن أبي طالب
يجب العلم أن الصحابي الجليل ورابع الخلفاء الراشدين “علي بن أبي طالب”، كان شاعرًا عظيمًا وله العديد من القصائد الشعرية المميزة التي تمس القلوب، وتحدث عن الأخلاق في قصائده مرارًا وتكرارًا نظرًا لأنه رأى الأخلاق تتجسد في صورة إنسان عندما صاحب رسولنا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي بُعث ليُتمم مكارم الأخلاق.
يُمكننا أن نذكر من خلال النِّقَاط الآتية مجموعة من أبيات شعر عن الأخلاق التابعة إلى علي بن أبي طالب:
إنَّ المَكارِمَ أَخلاقٌ مُطَهَرةٌ
فَالدّينُ أَوَلُّها وَالعَقلُ ثانيها
وَالعِلمُ ثالِثُها وَالحِلمُ رابِعَها
وَالجودُ خامِسُها وَالفَصلُ ساديها
وَالبِرُّ سابِعُها وَالصَبرُ ثامِنُها
وَالشُكرُ تاسِعُها وَاللَينُ باقيها
وَالنَفسُ تَعلَم أَنّي لا أُصادِقُها
وَلَستُ أَرشُدُ إِلا حينَ أَعصيها
وَالعَينُ تَعلَمُ مِن عَينَي مُحدِّثِها
إِن كانَ مِن حِزبِها أَو مَن يُعاديها
عَيناكَ قَد دَلَّتا عَيناي مِنكَ عَلى
أَشياءَ لَولاهُما ما كُنتَ تُبديها
قصيدة إن مازت الناس أخلاق للشاعر أبو علاء المعري
إن أبو علاء المعري من أشهر شعراء الحضارة الإسلامية، حيث أنه ليس شاعرًا فقط بل أنه كان أديبًا وفيلسوفًا أيضًا، على الرغم من أنه فقد بصره وهو لم يتجاوز الرابعة من عُمرة نتيجة إصابته بمرض الجدري، ألا أنه تمكن من الدراسة والتحصيل العلمي في شتى المجالات المختلفة وأصبح من كبار شعراء عصره، كما أن له أبيات مميزة عن الأخلاق يُمكننا أن نطلع عليها فيمَا يلي:
إِن مازَتِ الناسُ أَخلاقٌ يُعاشُ بِها .. فَإِنَّهُم عِندَ سوءِ الطَبعِ أَسواءُ
أَو كانَ كُلُّ بَني حَوّاءَ يُشبِهُني .. فَبِئسَ ما وُلِدَت في الخَلقِ حَوّاءُ
بُعدي مِنَ الناسِ بُرءٌ مِن سَقامِهِمُ .. وَقُربُهُم لِلحِجى وَالدينِ أَدواءُ
كَالبَيتِ أُفرِدَ لا ايطاءَ يُدرِكُهُ .. وَلا سَنادٌ وَلا في اللَفظِ إِقواءُ
نوديتَ أَلوَيتَ فَاِنزِل لا يُرادُ أَتى .. سَيري لِوى الرَملِ بَل لِلنَبتِ إِلواءُ
وَذاكَ أَنَّ سَوادَ الفَودِ غَيَّرَهُ .. في غُرَّةٍ مِن بَياضِ الشَيبِ أَضواءُ
تعرف أيضًا على: شعر عن الكرم
ابيات شعر عن الأخلاق للشافعي
الإمام محمد بن إدريس بن العباس بن عبد المطلب الشافعي، الذي يمتد نسبه إلى الرسول مُحمد صلى الله عليه وسلم وساهم هذا النسب في نشأته الدينية، حيثُ أنه صاحب المذهب الشافعي الذي يتم اتباعه في العديد من الدول، كما أن له العديد من القصائد التي ساهمت بشكل كبير في صلاح حال الكثير من الأشخاص، وله أبيات مُتعددة تحدث بها عن الأخلاق من أهمها:
دَع الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ
وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ
وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي
فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ
وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً
وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَالوَفاءُ
وَإِن كَثُرَت عُيوبُكَ في البَرايا
وَسَرَّكَ أَن يَكونَ لَها غِطاءُ
تَسَتَّر بِالسَخاءِ فَكُلُّ عَيبٍ
يُغَطّيهِ كَما قيلَ السَخاءُ
وَلا تُرِ لِلأَعادي قَطُّ ذُلّاً
فَإِنَّ شَماتَةَ الأَعدا بَلاءُ
وَلا تَرجُ السَماحَةَ مِن بَخيلٍ
فَما في النارِ لِلظَمآنِ ماءُ
وَرِزقُكَ لَيسَ يُنقِصُهُ التَأَنّي
وَلَيسَ يَزيدُ في الرِزقِ العَناءُ
قصيدة شعر عن الأخلاق لأحمد شوقي
إن أحمد شوقي من أعمدة الشعر العربي في الوطن العربي بأكمله، كما أنه تميز بأسلوبه البسيط المميز الجاذب للانتباه لذا أُطلق عليه لقب “أمير الشعراء”، وقد تناول في قصائده الحديث عن الأخلاق ودورها الكبير في صلاح المُجتمع، وكتب قصيدة من أروع وأشهر قصائده الشعرية على الإطلاق بعنوان “صحوت واستدركتني شيمتي الأدب” نذكر أبيات منها عبر ما يلي:
صحوت واستدركتني شيمتي الأدب
وبت تنكرني اللذات والطرب
وما رشاديَ إلا لمع بارقة
يرام فيه ويُقضَى للعلى أرب
دعت فأسمع داعيها ولو سكتت
دعوت أسمعها والحرّ ينتدب
وهكذا أنا في همى وفي هممي
إن الرجال إذا ما حاولوا دأبوا
وإن تحير بي قوم فلا عجب
إن الحقيقة سبل نحوها الرّيب
أوشكت أتلف أقلامي وتتلفني
وما أنلت بنى مصر الذي طلبوا
لن يعرف اليأس قوم حصنهمو
وأنت رايتهم والفيلق اللجب
عوّدتهم أن يبينوا في خلائقهم
فأنت عانٍ عوّدتهم تعِب
والصدق أرفع ما اهتز الرجال له
وخير ما عوّد أبناً في الحياة أب
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
تعرف أيضًا على: شعر صباح الخير
ابيات شعر عن الاخلاق الحميدة
تحثنا جميع الأديان السماوية على اتباع الأخلاق الحميدة حيثُ أنها فطرة خلقنا الله سُبحانه وتعالى عليها، لكن مع الاختلاط بالبشر والوجود في مُجتمعات تتنافى مع الفطرة، يبتعد الإنسان عن الأخلاق الحميدة، لذا نجد أن الأخلاق بمثابة الزرع الذي لابد أن تهتم به بشكل يومي وترويه من خلال مجاهدة النفس والاقتراب من الصديق الحسن الذي يُشبهك، الجدير بالذكر أن الشعراء على مر العصور ذكروا مجموعة من أبيات شعر عن الأخلاق الحميدة، نذكرها كالآتي:
- أبيات من قصيدة “هي النفس ما حملتها تتحمل” للشاعر علي بن الجهم:
هِيَ النَفسُ ما حَمَّلتَها تَتَحَمَّلُ .. وَلِلدَّهرِ أَيّامٌ تَجورُ وَتَعدِلُ
وَعاقِبَةُ الصَبرِ الجَميلِ جَميلَةٌ .. وَأَفضَلُ أَخلاقِ الرِجالِ التَفَضُّلُ
وَلا عارَ أَن زالَت عَن الحُرِّ نِعمَةٌ .. وَلكِنَّ عاراً أَن يَزولَ التَجَمُّلُ
وَما المالُ إِلّا حَسرَةٌ إِن تَرَكتَهُ .. وَغُنمٌ إِذا قَدَّمتَهُ مُتَعَجَّلُ
وَلِلخَيرِ أَهلٌ يَسعَدونَ بِفِعلِهِ .. وَلِلناسِ أَحوالٌ بِهِم تَتَنَقَّلُ
وَلِلَّهِ فينا عِلمُ غَيبٍ وَإِنَّما .. يُوَفِّقُ مِنّا مَن يَشاءُ وَيَخذُلُ
وَأَقوَمُ خَلقِ اللَهِ لِلَّهِ بِالَّذي .. يُحِبُّ وَيَرضى جَعفَرُ المُتَوَكِّلُ
- أبيات من قصيدة “لما عفوت” للإمام الشافعي:
لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أحْقِدْ عَلَى أحَدٍ .. أرحتُ نفسي من همَّ العداواتِ
إنِّي أُحَيي عَدُوِّي عنْدَ رُؤْيَتِهِ .. لأدفعَ الشَّرَّ عني بالتحياتِ
وأُظْهِرُ الْبِشرَ لِلإِنْسَانِ أُبْغِضهُ .. كما إنْ قدْ حَشى قَلْبي مَحَبَّاتِ
النَّاسُ داءٌ وَدَاءُ النَّاسِ قُرْبُهُمُ .. وفي اعتزالهمُ قطعُ المودَّاتِ
شعر عن مكارم الاخلاق
إن مكارم الأخلاق بمثابة التصرفات الحسنة التي تصدر من باطن الإنسان وتُعبر عن الخير الذي يوجد بداخله، كما أن الإنسان الذي يُجاهد نفسه ليُحقق مكارم الأخلاق في تصرفاته نجد أنه يقتدي برسولنا الكريم محمد -صلى الله عليه- وسلم عندما قال “إنما بُعث لأتمم مكارم الأخلاق”.
لذا ذكر الشعراء في مختلف العصور مكارم الأخلاق لتكون دعوة عامة لاتباعها، لذلك سنذكر من خلال السطور القادمة قصيدة عن مكارم الأخلاق للشاعر محمود سامي البارودي:
أَلا إِنَّ أَخْلاقَ الرِّجَالِ وَإِنْ نَمَتْ
فَأَرْبَعَةٌ مِنْهَا تَفُوقُ عَلَى الْكُلِّ
وَقَارٌ بِلا كِبْرٍ وَصَفْحٌ بِلا أَذَىً
وَجُودٌ بِلا مَنٍّ وَحِلْمٌ بِلا ذُلِّ
تعرف أيضًا على: شعر عن القمر والليل
في الختام، تعرفنا على باقة متميزة ومتنوعة من شعر عن الأخلاق لعدد من الشعراء على مر العصور، حيثُ اهتم الشعراء بالتحدث عن الأخلاق في الغالبية العظمى من قصائدهم نظرًا لأهميتها الكبيرة في صلاح الفرد والمجتمع.