شعر عن الطيب هو نافذة تُطل على جمال الروح وصفاء القلب، حيث ينسج الشعراء كلمات تُخلد قيم العطاء والكرم وحُسن المعاملة، فالطيب ليس مجرد صفة، بل هو أسلوب حياة يعكس النقاء الإنساني وروعة الأخلاق كما أنه جوهر القيم الإنسانية ومصدر النبل في التعاملات اليومية.
شعر عن الطيب
تتغنى أبيات شعر عن الطيب بصفاء القلب ونقاء السريرة، حيث يكون الطيب زادًا للنفوس وجسرًا للمحبة بين الناس، ويعكس الشعر قيم العطاء والتسامح، ويُبرز أنه يُورث الذكر الحسن ويُخلد أثر الإنسان الجميل، ومن أجمل الأشعار التي قيلت عن الطيب:
- قصيدة (سلاما على وطن الطيبين سلاما) للشاعر حبيب الزيودي:
وليست تليقُ المحبّةُ إلا لجاحدةٍ
فتَحَمَّلْ جحودَ الحبيبة، واكتب هواها دموعاً
فما خُلِقَتْ يا أخا الوجدِ إلا لتبكي الربابَهْ
ويا وطناً من غناءٍ
يطاوعنا القلبُ حين نغنّي هواه
ويعصي إذا ما أردنا عتابَهْ
أما زالت النار موقدةً
والدِّلالُ على الضيف سكّابةً
والمضافاتُ مفروشةً ألقاً ومهابَهْ؟
سنكتبُ عن أهلنا الطيبين
وعن وطنٍ فيه نبدأُ أشعارَنا
ونتمّمُ فيه الكلاما
وعن وجه “حمدانَ” يطلعُ في ليلنا قمراً
ويزيّن صدرَ الجنوب وساما
سلاماً على وطن الطيبين
سلاما
- قصيدة (وزيري الطيب الحر الجليلا) للشاعر إبراهيم ناجي:
وزيري الطيب الحر الجليلا .. تقبله هوى حرا نبيلا
يقيم على الحوادث لا يبالي .. ويأبى في العوادي أن يميلا
ولا يدري الزمان له اختلافا .. ولا يدري الرياء له سبيلا
على الأدب الرفيع ووارديه .. بسطت الخير والظل الظليلا
وما للقائلين عليك فضل .. فقد جئنا نرد لك الجميلا
قطفت لك القوافي طوق شعري .. فعذراً أن قطفت لك القليلا
تعرف أيضًا على: شعر عن الأخلاق
شعر عن الطيب والأخلاق
تعكس قصيده عن الطيب جمال الروح وصفاء النفس، حيث تُجسد الكلمات قيم الصدق، والإحسان، فهو مرآة تُظهر أن الأخلاق الطيبة هي زينة الإنسان وأصل محبته بين الناس، مما يُعزز التآلف والسلام، ومن أفضل القصائد التي تتناول بعض القيم الأخلاقية:
- أبيات من قصيدة (إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً) للشاعر حافظ إبراهيم:
إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً .. طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي
وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى .. بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ
ما البابِلِيَّةُ في صَفاءِ مِزاجِها .. وَالشَربُ بَينَ تَنافُسٍ وَسِباقِ
وَالشَمسُ تَبدو في الكُئوسِ وَتَختَفي .. وَالبَدرُ يُشرِقُ مِن جَبينِ الساقي
بِأَلَذَّ مِن خُلُقٍ كَريمٍ طاهِرٍ .. قَد مازَجَتهُ سَلامَةُ الأَذواقِ
فَإِذا رُزِقتَ خَليقَةً مَحمودَةً .. فَقَدِ اِصطَفاكَ مُقَسِّمُ الأَرزاقِ
أبيات من قصيدة (هو مأتم الأخلاق فاتل رثاءها) للشاعر أحمد شوقي:
هو مأتم الأخلاق فاتل رثاءها .. وتول أسرتها ووال عزاءها
لا تنهين الثاكلات عن البكا .. فلعل في ذرف الدموع شفاءها
خل الشؤون تفض غرب قصيدة .. لم تغن في الرزء الجليل غناءها
ولمثل نار الثكل وهي شديدة .. خلق الرحيم لنا الشئون وماءها
أوحى إلى الحزن اللجوج شُبوبها .. وإلى الدموع سواكبا إطفاءها
ناع من الاسكندرية هاتف .. راع الكنانة أرضها وسماءها
تعرف أيضًا على: شعر عن الكرم
شعر عن الطيب والكرم
يُبرز الشعر أن العطاء سمة النبلاء، وأن الخير يُزرع في القلوب ليثمر ودًا وألفة، والكرم ليس فقط في المال، بل في الكلمة الطيبة والنوايا الصافية، حيث يظل أثره خالدًا في النفوس، ومن أبرز القصائد التي تتحدث عن ذلك:
- أبيات من قصيدة (ما الروض جاد ثراه واكف الديم) للشاعر أبو المحاسن الكربلائي:
يا فاضلا قد رأينا من ارومته .. بلا مثيل مثال الفضل والكرم
قصثيدة البردة الغراء قد لبست .. برد المحاسن منسوجا من الكلم
وكم تسامى إليها بارع فرأى .. طريقها غير ما سهل ولا أمم
حتى انبرت فكرة الوهاب حائرة .. أسنى المواهب والالاء والنعم
فجاء بالمدح الغر التي شرفت .. بجده الخير طه سيد الأمم
- أبيات من قصيدة (المجد عوفي إذ عوفيت والكرم) للشاعر المتنبي:
المَجدُ عوفِيَ إِذ عوفِيتَ وَالكَرَمُ .. وَزالَ عَنكَ إِلى أَعدائِكَ الأَلَمُ
صَحَّت بِصِحَّتِكَ الغاراتُ وَاِبتَهَجَت .. بِها المَكارِمُ وَاِنهَلَّت بِها الدِيَمُ
وَراجَعَ الشَمسَ نورٌ كانَ فارَقَها .. كَأَنَّما فَقدُهُ في جِسمِها سَقَمُ
وَلاحَ بَرقُكَ لي مِن عارِضَي مَلِكٍ .. ما يَسقُطُ الغَيثُ إِلّا حَيثُ يَبتَسِمُ
يَسمى الحُسامَ وَلَيسَت مِن مُشابَهَةٍ .. وَكَيفَ يَشتَبِهُ المَخدومُ وَالخَدَمُ
- قصيدة (ما وصل من تهوى على أنسة) للشاعر أحمد شوقي:
أبدى الرياحين وأهدى الشذا .. وجر أذيال النسيم العليل
واستضحك الماءُ فهاج البكى .. في كل خدر لبنات الهديل
بالمجلس الممتع ما لم تزد .. فيه ابنةَ الكرم وشعرَ الخليل
شعر جرى من جنبات الصّبا .. يا طيب واديه وطيب المسيل
فيه روايات الصِّبا والهوى ..تسلسلت أشهى من السلسبيل
شعر عن الطيب والمرجله
توجد بعض القصائد التي تبرز معاني الشهامة والعزة، حيث يجتمع الكرم مع الشجاعة في صورة إنسانية راقية كما أن الكلمات تصف مواقف الأبطال الذين يسطرون بأفعالهم قيم الوفاء، النخوة، والعطاء، ليصبحوا قدوة للآخرين في الحياة، وإليك أجمل القصائد عن الطيب والمرجله:
- قصيدة (مغاني الشعب طيبا في المغاني) للشاعر المتنبي:
مَغاني الشَعبِ طيباً في المَغاني .. بِمَنزِلَةِ الرَبيعِ مِنَ الزَمانِ
وَلَكِنَّ الفَتى العَرَبِيَّ فيها .. غَريبُ الوَجهِ وَاليَدِ وَاللِسانِ
مَلاعِبُ جِنَّةٍ لَو سارَ فيها .. سُلَيمانٌ لَسارَ بِتَرجُمانِ
طَبَت فُرسانَنا وَالخَيلَ حَتّى .. خَشيتُ وَإِن كَرُمنَ مِنَ الحِرانِ
غَدَونا تَنفُضُ الأَغصانُ فيها .. عَلى أَعرافِها مِثلَ الجُمانِ
فَسِرتُ وَقَد حَجَبنَ الشَمسَ عَنّي .. وَجَبنَ مِنَ الضِياءِ بِما كَفاني
- قصيدة (الدهر دهر والرجال رجال) للشاعر الشاذلي خزنه دار:
الدهر دهر والرجال رجال .. كل سواء والحروب سجال
ما حادثات الدهر غير سحابة .. وتقشعت فكأنها أطلال
دون اقتناء المجد كل كريهة .. فاصبر لها تتحسن الأحوال
ما السجن والإبعاد عار إنما .. ما العار إلا العجز والإذلال
كم من شريف في القيود مكبل .. وفتى وضيع سرّه التجوال
هذا يرى معنى الحياة تنفسا .. وسواه ذلك عنده القتال
- قصيدة (الرجولة الموءودة) للشاعر أحمد علي سليمان عبد الرحيم:
ليت شعري، كيف الرجولاتُ ماتت .. ثم سادت بين الأنام الذيول
واستبيح العِرض الكريم غِلاباً .. وعلا – بين الخلق – نذلٌ عميل
لا تسلني كيف الوداد تولى؟ .. لا تسلني ، إن الجواب يطول
لا تسلني، أنسابنا لا تساوي .. ودمانا – بين البرايا تسيل
لا تسلني، هذي الدماء ترابٌ .. وإباءُ الأرواح فيها قتيل
لا تسلني عمّا كتبتُ بشعري .. قد تناءى عني وعنك السبيل
تعرف أيضًا على: كلام جميل من القلب
في الختام يبقى شعر عن الطيب نبراسًا يُضيء دروب المحبة والتسامح، ومرآة تعكس جمال الأخلاق وعمق القيم الإنسانية، فالطيبة إرثٌ خالد يتوارثه الأجيال ويُبقي الأثر حيًا في القلوب، لذا يظل الشعر رسالة ملهمة تدعو إلى التآلف والسلام بين البشر.