شعر عن حسن الخلق يُعَدُّ من أسمى أنواع الشعر التي تُبرز قيم الفضيلة والأخلاق النبيلة التي حثّت عليها جميع الأديان والثقافات، حيث إن حسن الخلق هو زينة الإنسان وميزان شخصيته، لأنه يعكس جوهره النقي وروحه الطيبة، وهو المفتاح لبناء العلاقات الإنسانية الراقية والمجتمعات المتماسكة؛ لذلك تناول الشعراء عبر العصور هذا الموضوع بأبيات خالدة تُلهِم النفوس وتغرس القيم السامية في القلوب.
شعر عن حسن الخلق
الأخلاق عِبارة عن مجموعة من المبادئ مثل العدل والمساواة، وتُعدّ أساس صلاح الإنسان فإذا صلح الإنسان صلح المجتمع والأمة ويأتي تصنيفها إسلاميًا من أعمال القلوب، ولا شك أنها أساس بناء شخصية الإنسان.
فالإنسان يُعرف بأخلاقه مثل: الأمانة، والصدق، والمعاملة الطيبة، والإخلاص، وسوف نسرد أهم ما تناوله الشعراء عن حسن الخلق في السطور التالية:
- أبيات من قصيدة “هي النفس ما حملتها تتحمل” للشاعر علي بن الجهم:
هِيَ النَفسُ ما حَمَّلتَها تَتَحَمَّلُ
وَلِلدَّهرِ أَيّامٌ تَجورُوَتَعدِلُ
وَعاقِبَةُ الصَبرِ الجَميلِ جَميلَةٌ
وَأَفضَلُ أَخلاقِ الرِجالِ التَفَضُّلُ.
- اقتباس لمحمد بن إبراهيم اليعمري الشافعي:
حافظْ على الخلقِ الجميلِ ومُرْبه
ما بالجميلِ وبالقبيحِ خَفاءُ
إِن ضاقَ مالكَ عن صديقِكَ فالقَه
بالبشرِ منكَ إِذا يحينُ لقاءُ.
- أبيات من قصيدة “كم ذا يكابد عاشق ويلاقي” للشاعر حافظ ابراهيم:
إِني لتطربُني الخِلالُ كريمةً
طربَ الغريبِ بأوبةٍ وتلاقِ
ويَهُزُّني ذكْرُ المروءةِ والندى
بين الشمائلِ هزةَ المشتاقِ
فإِذا رُزقتَ خَليقةً محمودةً
فقد اصطفاكَ مقسِّمُ الأرزاقِ
والناسُ هذا حظُّه مالٌ وذا
علمٌ وذاكَ مكارمُ الأخلاقِ
والمالُ إِن لم تَدَّخِرْه محصناً
بالعلمِ كان نهايةَ الإملاقِ.
- أبيات من قصيدة ” ألا إن أخلاق الفتى كزمانه” لأبو العلاء المعري”
أَلا إِنَّ أَخلاقَ الفَتى كَزَمانِهِ
فَمِنهُنَّ بيضٌ في العُيونِ وَسودُ
وَتَأكُلُنا أَيّامُنا فَكَأَنَّما
تَمُرُّ بِنا الساعاتُ وَهيَ أُسودُ
وَقَد يَخمُلُ الإِنسانُ في عُنفُوانِهِ
وَينَبَهُ مِن بَعدِ النُهى فَيَسودُ
فَلا تَحسُدَن يَوماً عَلى فَضلِ نِعمَةٍ
فَحَسبُكَ عاراً أَن يُقالَ حَسودُ.
- اقتباس لمحمود الأيوبي:
والمرءُ بالأخلاقِ يسمو ذكْرهُ
وبها يُفضلُ في الورى ويوقرُ
أوغلْ بدنياكَ لا تنسَ الضميرَ
ففي طياتِه السرُ عندَ اللّهِ ينحصرُ
والقهمْ منكَ ببشرٍ
ثم صنْ عنهمُ عرضَكَ عن كلِّ قَذرْ.
تعرف أيضًا على: شعر عن الأخلاق الحميدة
شعر عن حسن الخلق قصير
الدين الإسلامي الحنيف يحث على التحلي بمكارم الأخلاق والتنزه عن الأخلاق السيئة، وقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- صاحب الخلق الحسن من أكمل المؤمنين إيمانًا وأعلاهم منزلة عند الله -تعالى- وتسابق الشعراء للإشادة بحسن الخلق والترغيب فيه وهناك تراثًا عظيمًا في هذا الشأن وأبياتًا يتغنى بها العرب، لذا نتناول فيما يلي شيء من هذا الإرث من خلال شعر عن حسن الخلق قصير:
وما الحسن في وجه الفتى شرفا له
إذا لم يكن في فعله والخلائق.إذا جاريت في خُلق دنيئ
فأنت ومن تُجَاريه سواء
رأيت الحُر يجتنب المخازي
ويحميه عن الغدر الوفاء.وإذا أصيب القوم في أخلاقهم
فأقم عليهم مأتمًا وعويلًا.والصدق أرفع ما اهتز الرجال له
وخير ما عَوَّد ابنا في الحياة أبُو
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فـإن هـم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.“يعيش المرءُ ما استحيا بخير** ويبقى العود ما بقي اللحاءإذا لم تخش عاقبة الليالي** ولم تستح فاصنع ما تشاء” (بشار بن برد).
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه
فقوّم النفس بالأخلاق تستقم.أَلا إنَّ أَخلاقَ الرِّجالِ وإن نَمَتْ
فَأَرْبَعَةٌ مِنْهَا تَفُوقُ عَلَى الْكُلِّ وَقَارٌ
بِلا كِبْرٍ وَصَفْحٌ بِلا أَذَىً
وَجُودٌ بِلا مَنٍّ وَحِلْمٌ بِلا ذُلِّ.
تعرف أيضًا على: شعر عن الطيب
قصيدة عن حسن الخلق قصيرة
الأخلاق الرفيعة هي عنوان المجتمعات الراقية ودليل على رقيّها وتحضّرها، فهي تعكس التربية الأصيلة المبنية على قناعة راسخة وسلوكيات نبيلة، فالإنسان دائمًا بحاجة إلى التحلّي بالأخلاق في كل جوانب حياته اليومية، سواء في تعامله مع الآخرين أو في التزامه بالآداب العامة، مما يساهم في بناء علاقات قائمة على الاحترام والنظام، بعيدًا عن أي مظهر من مظاهر الفوضى.
نجد أن الكرم صفة طيبة، وأيضًا القيم الفاضلة تعمل على تقوية الروابط بعد أن زادت الفوضى وسفاهة الأخلاق في الشارع، وغاب الاحترام وعدم اتباع دستور الأخلاق (القرآن الكريم) والأدب الذي يُعتبر شعار الأخلاق الحميدة فالخلق الحسن رزق، سوف نذكر فيما يلي قصيدة الشاعر (ابن المقرب العيوني) عن حسن الخلق:
كَذَلِكَ أَحوَالُ الحَسُودِ وَخِبُّهُ
وَما تَقتَضي أَخلاقُهُ وَشمائِلُه
فَلا تَرجُ يَوماً في حَسُودٍ مَوَدَّةً
وَإِن كُنتَ تُبدي وُدَّهُ وَتُجامِلُه
وَلا تَبغِ بالإِحسانِ إِرضاءَ كاشِحٍ
فَلَيسَ بِمغنٍ في دَمالٍ تَدامُلُه
فَقُل لِخَليعٍ هَمُّهُ ما يَسُوءُني
رُوَيدَكَ فاتَ الزُجَّ في الرُمحِ عامِلُه
وَلا تَحسَبَنّي ضِقتُ يَوماً بِما جَرى
ذِراعاً فَما ضاقَت بِحُرٍّ مَراكِلُه
فَقَد يُدرِكُ البَدرَ الخُسوفُ وَتَنجَلي
غَياهِبُهُ عَن نُورُهِ وَغَياطِلُه
وَقَد يَجزِرُ الرَجّافُ طَوراً وتارَةً
يُسَيِّرُ ذاتَ الجُلِّ بِالمَدِّ ساحِلُه
فَإِن سَاءَني القَومُ الكِرامُ وَضَيَّعُوا
حُقوقي وَهَديُ المَجدِ فيهِم وَكاهِلُه
فَقَبلي أَخُو شَنّ بنِ أَفصى أَضاعَهُ
بَنُو عَمِّهِ دَونَ الوَرى وَفَضائلُه
وَلا بُدَّ هَذا الدَهرُ يَرجِعُ صَحوُهُ
وَيَنجابُ عَنهُ غَيُّهُ وَيُزايِلُه.
ابيات شعر عن حسن الخلق
إن حسن الخلق المعنى الذي بحثت عنه البشرية مرارًا وتكرارًا وتسعى إليه منذ بدء الفلاسفة منذ القدم، فهو في الإسلام من أعظم وأجمل الصفات التي يمكن للإنسان أن يمتلكها حيثُ يكون كثير الحياء، قليل الأذى، كثير الصلاح، صدوق اللسان، قليل الكلام، كثير العمل، قليل الفضول، ووصول الإنسان إلى تلك المرتبة الإيمانية تتطلب التضرع لله بالدعاء حيثُ كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يسأل الله -تعالى- حسن الخلق، فيما يلي سوف نضع أبيات شعر عن حسن الخلق:
أبيات شعر لمعروف الرصافي
أبيات من قصيدة ” هي الأخلاق تنبت كالنبات”:
هي الأخلاقُ تنبتُ كالنبات
إذا سقيت بماء المكرمات
تقوم إذا تعهدها المُربي
على ساق الفضيلة مُثمِرات
وتسمو للمكارم باتساق
كما اتسقت أنابيبُ القناة
وتنعش من صميم المجد رُوحا
بأزهارٍ لها متضوعات
ولم أر للخلائق من محلّ
يُهذِّبها كحِضن الأمهات
فحضن الأم مدرسة تسامت
بتربية البنين أو البنات
وأخلاقُ الوليد تقاس حسنا
بأخلاق النساءِ الوالدات
وليس ربيب عالية المزايا
كمثل ربيب سافلة الصفات
وليس النبت ينبت في جنان
كمثل النبت ينبت في الفَلاة.
أبيات شعر للشافعي
قصيدة ” لما عفوت ولم أحقد على أحد”:
لما عفوت ولم أحقد على أحدٍ
أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيته
أدفع الشر عني بالتحيات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه
كما أن قد حشى قلبي محبات
الناس داء ودواء الناس قربهم
وفي اعتزالهم قطع المودات.
تعرف أيضًا على: شعر الامام الشافعي
هكذا نختم مقالنا عن شعر عن حسن الخلق فهي الركيزة الرئيسية التي تُساعد على خلق شخصية الفرد الذي يُعرف بها مثل بسط الوجه والمساعدة وكف الأذى ومعاملة الناس بالأخلاق الحسنة وهي أساس صلاح الإنسان فإذا صلح الإنسان صلح المجتمع.