شعر عن الحزن يعبر عن أعمق المشاعر الإنسانية التي تلامس القلوب، ومن خلال الأبيات الحزينة يُجسد الشعراء وجع الفراق وألم الوحدة والضيق مانحين القرّاء فرصة للتعبير عن أحزانهم ومشاركة معاناتهم في لحظات الصمت والانكسار، ولهذا يقدم لكم موقع نموذجي باقة من أشهر القصائد الحزينة التي تحمل صور شعرية وتشبيهات تجسد الكثير من المشاعر المؤلمة.
شعر عن الحزن
الحزن شعور إنساني يلامس قلوبنا جميعًا في لحظات الحياة المختلفة، وقد عبّر الشعراء عن هذا الإحساس بصدق وعمق، ومن خلال الكلمات يصفون ألم الفقد، وجع الوحدة، ومرارة الفراق، مما يتيح للقراء فرصة للتأمل والمواساة، وإليك قصيدة: “بكيتُ ولكن بالدموع السخينة” للشاعر إيليا أبو ماضي:
بَكيت وَلَكِن بِالدُموعِ السَخينَةِ .. وَما نَفَذَت حَتّى بَكَيتُ بِمُهجَتي
عَلى الكامِلِ الأَخلاق وَالنَدبِ مُصطَفى .. فَقَد كانَ زَينَ العَقلِ الفُتُوَّةِ
نَعاهُ لَنا الناعي فَكادَت بِنا الدُنى .. تَميدُ لِهَولِ الخَطبِ خَطبِ المُروأَةِ
وَذابَت قُلوبُ العالَمينَ تَلَهُّفاً .. وَسالَت دُموعُ الحُزنِ مِن كُلِّ مُقلَةِ
أَجَل قَد قَضى في مِصرَ أَعظَمُ كاتِبٍ .. فَخَلَّفَ في الأَكبادِ أَعظَمَ حَسرَةِ
فَتى وَأَبي لَوَ اَنَّ في الناسِ مِثلَهُ .. لَهانَ عَلَينا وَقعُ هَذي الرَزيأَةِ
وَلَو كانَ يُفدى بِالنُفوسِ مِنَ الرَدى .. جَعَلنا فَداهُ كُلَّ نَفسٍ أَبِيَّةِ
تعرف أيضًا على: شعر عن الصدقه
شعر عن الحزن والضيق
الضيق أحيانًا يثقل كاهل الإنسان، ويجعله يبحث عن منفذ يعبر من خلاله عن مشاعره، والشعر، بأبياته الحزينة، يمنحنا مخرجًا، يشاركنا الألم، ويزرع فينا شعورًا بأننا لسنا وحدنا في مواجهة هذه الأحاسيس، وإليكم أبيات من قصيدة “أرى الحزن لا يجدي على من فقدته” للشاعر عماد الأصبهاني:
أَرى الحزنَ لا يُجدي على مَنْ فقدتُهُ .. ولو كان في حزني مزيدٌ لزدتُهُ
تغيّرت الأحوالُ بعدَكَ كلها .. فلستُ أَرى الدُّنيا على ما عهدتُهُ
عقدتُ بكَ الإيمانَ بالنُّجحِ واثقاً .. فحلّت يد الأقدارِ ما قد عقدتُهُ
وكان اعتقادي أَنّكَ الدَّهر مسعدي .. فخانتني الأَيامُ فيما اعتقدتُهُ
أردتُ لكَ العمرَ الطويلَ فلم يكنْ .. سوى ما أَرادَ اللهُ لا ما أَردتُهُ
فيا وحشةً من مؤنسٍ قد عدمتهُ .. ويا وَحْدَةً من صاحبٍ قد فقدتُهُ
وداعٍ دعاني باسمهِ ذاكراً له .. فأَطربني ذكرُ اسمهِ فاستعدتُهُ
فقدتُ أَحبَّ الناسِ عندي وخيرهم .. فمَنْ لائمي فيه إذا ما نَشَدْتُهُ
شعر عن الحزن والوحدة
الوحدة قد تكون صديقًا مؤلمًا يرافقنا في أوقات الحاجة، ويجعلنا نتأمل ذاتنا وأحوالنا، والشعراء أبدعوا في تصوير الوحدة بأبيات مليئة بالشجن والحنين تعبر عن العزلة وتلامس أعماق الأرواح، وإليكم قصيدة “يا صميمَ الحياة إني وحيد” للشاعر أبو القاسم الشابي:
يا صَميمَ الحَيَاةِ إنِّي وَحيدٌ .. مُدْلجٌ تائِهٌ فأَينَ شُرُوقُكْ
يا صَميمَ الحَيَاةِ إنِّي فؤادٌ .. ضائعٌ ظامئٌ فأَينَ رَحيقُكْ
يا صَميمَ الحَيَاةِ قَدْ وَجَمَ النَّايُ .. وغام الفضا فأَينَ بُرُوقُكْ
يا صَميمَ الحَيَاةِ أَيْنَ أَغانيكَ .. فَتَحْتَ النُّجومِ يُصْغي مَشُوقُكْ
كنتُ في فجركَ الموشَّحِ بالأَح .. لامِ عِطْراً يَرِفُّ فوقَ وُرودِكْ
حالماً يَنْهَلُ الضِّياءَ ويُصغي .. لكَ في نشوةٍ بوحيِ نَشيدِكْ
ثمَّ جاء الدُّجى فأَمسيتُ أَور .. اقاً بِدَاداً من ذابلاتِ الورودِ
تعرف أيضًا على: عبارات حزينة ومؤلمة
شعر عن الحزن القصير
الشعر القصير أداة قوية للتعبير عن مشاعر الحزن بطريقة مكثفة وسريعة، وببضع كلمات ينقل لنا الشاعر ألمًا عميقًا أو شعورًا بالحسرة، مما يجعل هذه الأبيات تترك أثرًا بالغًا في النفس، وفيما يلي أبيات من قصيدة “ليس الغريب غريب الشام واليمن” للشاعر علي بن الحسين:
لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّامِ واليمنِ .. إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ
إِنَّ الغَريِبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتهِ .. على الْمُقيمينَ في الأَوطانِ والسَّكَنِ
لا تَنْهَرَنَّ غَريباً حَالَ غُربتهِ .. الدَّهْرُ يَنْهَرَهُ بالذُّلِ و المِحَنِ
سَفْرِي بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَني .. وَقُوَتي ضَعُفَتْ والموتُ يَطلُبُني
وَلي بَقايا ذُنوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُها .. الله يَعْلَمُها في السِّرِ والعَلَنِ
ما أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني .. وقَدْ تَمادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِي
تَمُرُّ ساعاتُ أَيّامي بِلا نَدَمٍ .. ولا بُكاءٍ وَلاخَوْفٍ ولا حزَنِ
تعرف أيضًا على: أبيات شعر عن الصباح
شعر عن الحزن والبكاء
البكاء هو تعبير طبيعي عن الحزن، وقد جعله الشعراء رفيقًا دائمًا في أبياتهم، ودموعهم تسطر قصصًا من الشوق والفقد، وتُظهر لنا كيف يمكن للحزن أن يتجسد في كلمات تقطر ألمًا وصدقًا، وفيما يلي أبيات من قصيدة “شأنك والدمع والبكاء” للشاعر أحمد شوقي:
شأنك والدمع والبكاء .. لا تدخر في الشؤون ماء
لا تذكر الصبر في مصاب .. تجاوز الصبر والعزاء
لا خير في الصبر والتأسى .. إذا هما عارضا الوفاء
أبكى الأخلاء في ديار .. من أنسهم أصبحت خلاء
من حق إخوانك القدامى .. إن تسقى العهد والإخاء
إن البكى فاسترح إليه .. يصرف للراحة العناء
من خلق الحزن كان أحرى .. أن يخلق الدمع والبكاء
شعر نزار قباني عن الحزن
نزار قباني شاعر الحب والوجدان، وتناول الحزن بصدق عميق في أبياته، وحوّل مشاعره إلى لوحات شعرية تتحدث عن الفقد والحنين، مما جعل كلماته تتردد في قلوب كل من عاش ألمًا أو وداعًا، ومن قصيدة “بلقيس” للشاعر نزار قباني:
“شُكراً لكم
شُكراً لكم
فحبيبتي قُتِلَتْ وصارَ بوسعِكُم
أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدة
وقصيدتي اغتيلتْ
وهل من أُمَّةٍ في الأرضِ
إلّا نحنُ تغتالُ القصيدة؟
بلقيسُ
كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخِ بابلْ
بلقيسُ
كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ
كانتْ إذا تمشي
ترافقُها طواويسٌ
وتتبعُها أيائلْ
بلقيسُ
يا وَجَعِي
ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ
شعر عن الحزن والألم والفراق
الألم والفراق حكايتان مترابطتان يجدان صوتهما في أبيات الشعراء، وبالكلمات ينقل الشعر معاناة الإنسان حين يفقد عزيزًا أو يفترق عن محبوب، مما يجعل هذه الأبيات مرآة لمشاعرنا الإنسانية، وفيما يلي أبيات من قصيدة “ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد” للشاعر محمود قابادو:
أَلا يا صَبا نجدٍ مَتى هجتَ من نجدِ .. أَذبتَ الحَشا والجفنَ بالفيض والوقدِ
حَنانيكَ طارِحني حَديثكَ وَاِتّئد .. فَقَد زادَني مَسراكَ وجداً على وجدِ
وَقَد زَعَموا أَنّ المحبّ إِذا دَنا .. تَبدّل مِن غيّ الهَوى سلوةَ الرشدِ
وَأنّ اِقترابَ الدارِ إِن كانَ ممكناً .. يَملُّ وأنَّ النأيَ يُشفي من الودِّ
بِكلٍّ تَداوينا فَلم يشفَ ما بنا .. وَداءُ الهَوى كالنارِ تكمدُ في الصلدِ
خَليليّ هَذا ما جَنى قربُ دارِهم .. عَلى أنّ قربَ الدارِ خير من البعدِ
عَلى أنّ قربَ الدارِ ليس بنافعٍ .. لِذي كَبدٍ حرّاء ذيدَ عن الوردِ
مَبادي الهَوى ودٌّ وَغايتهُ الردى .. إِذا كانَ مَن تَهواه ليس بذي ودِّ
قصيدة عن الحزن والفراق
الحزن والفراق جزء لا يتجزأ من تجارب الحياة، ويجدان طريقهما إلى صفحات الشعر، والقصائد التي تتناول هذه المواضيع تعبر عن الشوق والوجع، وتمنح القارئ فرصة لاستكشاف عمق الألم ومشاركة المشاعر مع الكاتب، وفيما يلي أبيات من قصيدة “أقيما فروض الحزن فالوقت وقتها” للشاعر ابن نباتة المصري:
أقيما فروضَ الحزن فالوقت وقتها .. لشمس ضحىً عندَ الزوال ندبتها
ولا تبخلا عني بإنفاق أدمعٍ .. ملوّنة أكوى بها إن كنزتها
لغائبةٍ عني وفي القلب شخصها .. كأنيَ من عيني لقلبي نقلتها
يقولون كم تجري لجاريةٍ بكىً .. وما علموا النعمى التي قد فقدتها
ملكت جهاتي الست فيك محبةً .. فأنت وما أخطا الذي قال ستها
إلا في سبيل الله شمس محاسنٍ .. وإن لم تكن شمس النهار فأختها
تعرف أيضًا على: بحث عن اللغة العربية
في النهاية إن شعر عن الحزن يبقى مرآة للألم الإنساني يحمل بين طياته الكلمات التي تواسي وتلهم، فهو ليس فقط مخرجًا للمشاعر، بل أيضًا جسرًا يجمع بين الأرواح التي تتشارك ذات الأحاسيس رغم اختلاف الزمان والمكان.