التخطي إلى المحتوى

شعر عن البحر يوضح مدى تأثيره على الشعراء على مر العصور، حيثُ إنه من المناظر الطبيعية التي تغنى بها الشعراء في العديد من القصائد الشعرية، فهو مصدر إلهام لهم من خلال النظر إلى موجاته المُتتالية ومياهِه الزرقاء الصافية، التي تبعث في النفس نسمات مُتناغمة وذكريات تُساهم في كتابة أبيات شعرية يذوب لها الفؤاد.

شعر عن البحر، قصيدة البحر ايليا ابو ماضي، قصيدة عن البحر

شعر عن البحر

نجد أن الغالبية العظمى من الشعراء يتجهون إلى كتابة أشعارهم عند النظر إلى الطبيعة، حيثُ إن العرب القدامى تأثروا بشكل كبير بالصحراء بالإضافة إلى البحار، وكانوا يذهبون إلى البحر ليستنشقوا الهواء العذب، فتنتعش الروح برؤية الطبيعة الخلابة، مما يُساهم في كتابة أبيات شعرية ظلت عالقة في أذهاننا لفترة زمنية طويلة بل يتم تداولها حتى وقتنا هذا، لذا يُمكننا أن نذكر من خلال السطور القادمة مجموعة أبيات شعرية عن البحر:

أبيات من قصيدة لا أركب البحر حذار الردى للشاعر أبو نواس

إن أبو نواس من أشهر شعراء الدولة العباسية، وقد تعلم اللغة والأدب بالإضافة إلى العلوم الشرعية بأكملها عندما بلغ الثلاثين من عمره، لذا ساهمت نشأته الدينية في الغالبية العظمى من قصائده الشعرية، كما أنه كتب مجموعة من الأبيات المميزة عن البحر نذكرها فيما يلي:

لا أركبُ البحرَ حذار الردى .. للبحرِ أهوالٌ وأمواجُ
والبرّ لا زلتُ له سالكاً .. لي فيه ولا في البحرِ منهاجُ
لستُ بولاج على جارتي .. لكن على ابنِ الجارِ ولاجُ
لستُ على غير غلام أرى .. أيري إذا هيّجتُ يهتاجُ
لا يبعجُ الصدعَ ولكنّهُ .. لفُقحةِ الأمردِ بعّاجُ

أبيات من قصيدة البحر رهو والسما صاحيه للشاعر معروف الرصافي

تعد هذه القصيدة من أجمل القصائد الشعرية التي كتبها الشاعر العراقي الكبير معروف الرصافي، كما يتم تداول العديد من الأبيات المختلفة منها على مواقع التواصل الاجتماعي حتى وقتنا هذا، ومن أبرز تلك الأبيات ما يلي:

البحر رهوٌ والسما صاحيه .. والفخت في الليل شبيه السديم
والبدر في طلعته الزاهية .. قد ضاحك البحر بثغرٍ بسيم
والصمت في الأنحاء قد خيّما .. فالليل لم يسمع ولم ينطِق
والبدر في مفرق هام السما .. تحسبه التاج على المَفرق
أغرق في أنواره الأنجما .. وبعضها عام فلم يغرق
والبحر في جبهته الصافيه .. قام طريقٌ للسنا مستقيم
لم تخفَ في أثنائه خافيه .. حتى ترى فيه اهتزاز النسيم
وقفت والريح سرت سجسجا .. وقفة مبهوت على الساحل
أنظر ما فيه يحار الحجا .. في الكون من عالٍ ومن سافل
يا منظراً أضحك ثغر الدجى .. ورد سحبان إلى باقل
ما أنت إلا صحف عاليه .. كم حار في حكمتها من حكيم
إذا وعتها إذن واعيه .. فقد وعت خير كتاب كريم
وزان عرض البحر ما قد بدا .. من زورق يجري بمجدافتين
عام بذوب الماس أوقد غدا .. يسبح في لجة ذوب اللجين
في صامت الليل جرى مفردا .. وبين جنبيه حوى عاشقين

تعرف أيضًا على: شعر عن القمر والليل

شعر عن البحر تويتر

مع قدوم فصل الشتاء والشعور ببرودة الأجواء يتجه الكثيرين إلى التغزل في البحر، الذي يُصبح صافيًا خالي من البشر بعد انقضاء عطلة الصيف، ويُقبل الكثير على احتساء كوب من القهوة والنظر إلى البحر وسماع مجموعة من الأبيات الشعرية ومُشاركتها مع أصدقائه على تويتر، ونذكر فيمَا يلي أكثر من بيت شعر عن البحر يمكن مشاركته على تويتر:

أبيات من قصيدة لكل امرئ من دهره للمتنبي

إن المُتبني من الشعراء الغنيين عن التعريف، حيثُ إنه من أشهر الشعراء العرب، وقد أحدث طفرة في مجال الشعر في العصر العباسي، وأقبل على سماع شعره العديد من الأشخاص على مر العصور،وكتب قصيدة عن البحر نذكر أبيات منها فيما يلي:

هُوَ البَحرُ غُص فيهِ إِذا كانَ ساكِناً .. عَلى الدُرِّ وَاِحذَرهُ إِذا كانَ مُزبِدا
فَإِنّي رَأَيتُ البَحرَ يَعثُرُ بِالفَتى .. وَهَذا الَّذي يَأتي الفَتى مُتَعَمِّدا
تَظَلُّ مُلوكُ الأَرضِ خاشِعَةً لَهُ .. تُفارِقُهُ هَلكى وَتَلقاهُ سُجَّدا
وَتُحيِي لَهُ المالَ الصَوارِمُ وَالقَنا .. وَيَقتُلُ ما يُحيِي التَبَسُّمُ وَالجَدا
ذَكيٌّ تَظَنّيهِ طَليعَةُ عَينِهِ .. يَرى قَلبُهُ في يَومِهِ ما تَرى غَدا
وَصولٌ إِلى المُستَصعَباتِ بِخَيلِهِ .. فَلَو كانَ قَرنُ الشَمسِ ماءً لَأَورَدا
لِذَلِكَ سَمّى اِبنُ الدُمُستُقِ يَومَهُ .. مَماتاً وَسَمّاهُ الدُمُستُقُ مَولِدا
سَرَيتَ إِلى جَيحانَ مِن أَرضِ آمِدٍ .. ثَلاثاً لَقَد أَدناكَ رَكضٌ وَأَبعَدا
فَوَلّى وَأَعطاكَ اِبنَهُ وَجُيوشَهُ .. جَميعاً وَلَم يُعطِ الجَميعَ لِيُحمَدا
عَرَضتَ لَهُ دونَ الحَياةِ وَطَرفِهِ .. وَأَبصَرَ سَيفَ اللَهِ مِنكَ مُجَرَّدا
وَما طَلَبَت زُرقُ الأَسِنَّةِ غَيرَهُ .. وَلَكِنَّ قُسطَنطينَ كانَ لَهُ الفِدا
فَأَصبَحَ يَجتابُ المُسوحَ مَخافَةً .. وَقَد كانَ يَجتابُ الدِلاصَ المُسَرَّدا
وَيَمشي بِهِ العُكّازُ في الدَيرِ تائِباً .. وَما كانَ يَرضى مَشيَ أَشقَرَ أَجرَدا
وَما تابَ حَتّى غادَرَ الكَرُّ وَجهَهُ .. جَريحاً وَخَلّى جَفنَهُ النَقعُ أَرمَدا
فَلَو كانَ يُنجي مِن عَليٍّ تَرَهُّبٌ .. تَرَهَّبَتِ الأَملاكُ مَثنى وَمَوحِدا
وَكُلُّ اِمرِئٍ في الشَرقِ وَالغَربِ بَعدَها .. يُعِدُّ لَهُ ثَوباً مِنَ الشَعرِ أَسوَدا
هَنيئاً لَكَ العيدُ الَّذي أَنتَ عيدُهُ .. وَعيدٌ لِمَن سَمّى وَضَحّى وَعَيَّدا
وَلا زالَتِ الأَعيادُ لُبسَكَ بَعدَهُ .. تُسَلِّمُ مَخروقاً وَتُعطى مُجَدَّدا

أبيات من قصيدة إنسان بلا إنسان للشاعر فاروق جويدة

أثرت الطبيعة بشكل كبير على الشاعر المصري المعاصر فاروق جويدة، وقد استخدم البحر في قصيدة إنسان بلا إنسان كرمز للعواطف العميقة والمشاعر المضطربة، وقال فيها:

يا بحر جئتك حائر الوجدان .. أشكو جفاء الدهر للإنسان
يا بحر خاصمني الزمان وأنني .. ما عدت أعرف في الحياة مكاني
كم عانقتني في رمالك انجم .. كم داعبت بالأمنيات لساني
كم عاش قلبي في سمائك راهبا .. يشفي جراح الحب بالألحان
واليوم جئتك والهموم كأنها .. شبح يطارد مهجتي وكياني
وغدوت في بحر الحياة سفينة .. الموج يبعدها عن الشطآن
فالناس تشرب في الدروب دموعها .. والدرب مل مرارة الأحزان
والزهر في كل الحدائق يشتكي .. ظلم الربيع وجفوة الأغصان
والطفل في برد المدينة حائر .. ما زال يبحث عن زمان حاني
ومآذن الصلوات تبكي حسرة .. جهل الإمام حقيقة الإيمان
زمن يعربد في الأماني كلها .. ما أتعس الدنيا بغير أماني
يا بحر أسكرني الزمان بخمره .. مغشوشة عصفت بكل كياني
كم خادعتني في الظلام ظلالها .. كم أمسكت عند الحديث لساني
ما كنت احسب ذات يوم أنني .. سأصير إنسانا بلا إنسان

شعر عن البحر والحب قصير

طالما استمع البحر إلى الحب الذي يسري في قلوب المُحبين كما انه خير شاهد على قصص الحب والفراق، لذا يتجه الشعراء إلى ذكر البحر في قصائدهم الشعرية، يُمكننا أن نذكر فيما يلي بيت شعر قصير عن البحر والحب يُمكنك أن تُرسله إلى محبوبتك في رسائل قصيرة:

  • يقول أبي فراس الحمداني عن الحب والبحر:

مِن بَحرِ شِعْرِكَ أغتَرِفْ .. وبفَضلِ عِلمِكَ أعترفْ
أنشدتني فكأنَّمَا .. شَقَقتَ عَنْ دُرٍّ صَدَفْ

  • يقول الشاعر نزار قباني في قصيدته في الحب البحري :

إحساسي بك متناقضٌ، كإحساس البحر
ففي النهار، أغمرك بمياه حناني
وأغطيك بالغيم الأبيض، وأجنحة الحمائم
وفي الليل..
أجتاحك كقبيلةٍ من البرابره..
لا أستطيع، أيتها المرأة، أن أكون بحراً محايداً..
ولا تستطيعين أن تكوني سفينةً من ورق

شعر عن البحر نزار قباني

نزار قباني هو شاعر الحب، فقد أُطلق عليه هذا اللقب نظرًا لأن الغالبية العظمى من أشعاره عن الحب، بالإضافة إلى التغزل بحبيبته وذكر محاسنها، كما أنه كتب قصيدة يُشبه حبيبته بالبحر واشتهرت هذه القصيدة بشكل كبير على مر الأجيال، وهي بعنوان القصيدة البحرية فيمَا يلي أبيات منها:

في مرفأ عينيك الأزرق
أمطارٌ من ضوءٍ مسموع
وشموسٌ دائخةٌ.. وقلوع
ترسم رحلتها للمطلق
***
في مرفأ عينيك الأزرق
شباكٌ بحري مفتوح
وطيورٌ في الأبعاد تلوح
تبحث عن جزرٍ لم تخلق
***
في مرفأ عينيك الأزرق
يتساقط ثلجٌ في تموز
ومراكب حبلى بالفيروز
أغرقت البحر ولم تغرق
***
في مرفأ عينيك الأزرق
أركض كالطفل على الصخر
أستنشق رائحة البحر
وأعود كعصفورٍ مرهق

تعرف أيضًا على: شعر مدح في شخص غالي

قصيدة البحر ايليا ابو ماضي

يمتلك وطننا العربي باقة متميزة من الشعراء على رأسهم الشاعر الكبير إيليا أبو ماضي، وقد كتب قصائد شعرية في العديد من المجالات، وهناك قصيدة تُعد من أشهر القصائد الشعرية التي كتبها، وهي بعنوان جئت لا أعلم من أين فيما أبيات منها:

أَيُّها البَحرُ أَتَدري كَم مَضَت أَلفٌ عَلَيكا
وَهَلِ الشاطِئُ يَدري أَنَّهُ جاثٍ لَدَيكا
وَهَلِ الأَنهارُ تَدري أَنَّها مِنكَ إِلَيكا
ما الَّذي الأَمواجُ قالَت حينَ ثارَت لَستُ أَدري
أَنتَ يا بَحرُ أَسيرٌ آهِ ما أَعظَمَ أَسرَك
أَنتَ مِثلي أَيُّها الجَبّارُ لا تَملِكُ أَمرَك
أَشبَهَت حالُكَ حالي وَحَكى عُذرِيَ عُذرَك
فَمَتى أَنجو مِنَ الأَسر وَتَنجو لَستُ أَدري
تُرسِلُ السُحبَ فَتسقي أَرضَنا وَالشَجَرا
وَقَد أَكَلناك وَقُلنا قَد أَكَلنا الثَمَرا
وَشَرِبناك وَقُلنا قَد شَرِبنا المَطَرا
أَصَوابٌ ما زَعَمنا أَم ضَلالٌ لَستُ أَدري
قَد سَأَلتُ السُحبَ في الآفاقِ هَل تَذكُرُ رَملَك
وَسَأَلتُ الشَجَرَ المورِقَ هَل يَعرِفُ فَضلَك
وَسَأَلتُ الدُرَّ في الأَعناقِ هَل تَذكُرُ أَصلَك
وَكَأَنّي خِلتُها قالَت جَميعاً لَستُ أَدري
يَرقُصُ المَوج وَفي قاعِكَ حَربٌ لَن تَزولا
تَخلُقُ الأَسماكَ لَكِن تَخلُقُ الحوتَ الأَكولا
قَد جَمَعتَ المَوتَ في صَدرِك وَالعَيشَ الجَميلا
لَيتَ شِعري أَنتَ مَهدٌ أَم ضَريحٌ لَستُ أَدري
كَم فَتاةٍ مِثلِ لَيلى وَفَتىً كَاِبنِ المُلَوَّح

تعرف أيضًا على: شعر عن الكرم

في الختام، تعرفنا على مجموعة أبيات شعر عن البحر متميزة؛ حيثُ إنه كان بمثابة الإلهام لدى الكثير من الشعراء على مر العصور، لذا يتم تداول هذه الأبيات حتى وقتنا هذا على مواقع التواصل الاجتماعي نظرًا لأن البحر من المناظر الطبيعية الخلابة المُريحة للنفس.