شعر عن الصدقه تغنى الشعراء به ليبرزوا فضلها وأثرها في رفع البلاء وإدخال السعادة إلى القلوب، مما جعلها ملهمة للقصائد التي تنبض بالمعاني النبيلة، فهي جوهر الكرم وأحد أعظم الأعمال الإنسانية التي تعزز التراحم والتكافل بين الناس، وهي مفتاح للخير وبركة في الحياة، وتجسد أسمى معاني العطاء والإحسان.
شعر عن الصدقه
تعكس الصدقة نقاء القلب وصفاء النفس، فهي بذرة الخير التي يزرعها الإنسان في الدنيا ليحصد ثمارها في الآخرة، وبها يرتقي الفرد في درجات الإحسان ويزرع الأمل في قلوب المحتاجين، لتكون دليلًا على الرحمة والتكافل، وإليك أجمل أبيات شعر عن الصدقه:
- أبيات من قصيدة (قل للمليحة في الخمار الأسود) للشاعر ماهر باكير دلاش:
جَادَتْ عَلَيَّ بِكَلِمَاتٍ بَارِقَاتِهَا .. صَلاَةُ حَجٍّ زَكَاةُ صَوْمِ الأَصْلَمِ
قَالَتْ وَزِدْ صَدَقَةً جَارِيَةً لِمَنْ .. فِي سُقْمِ جَسْمٍ لَا يَزَالُ يَتَأَلَّمِ
وَالسَّادِسَةُ مَنْ زَرَعَ الفَضَائِلَ فِي .. النَّاسِ، عَاشَ سَعِيدًا غَيْرَ مُعْتَمِ
وَالسَّابِعَةُ، لاَ تَجْنِ سُكَّرَ حَنْظَلٍ .. فَالْمَرُّ طَعْمٌ يَسْتَحِقُّ التَّأَلُّمِ
والذِّكْرُ يَحْيِي كُلَّ نَفْسٍ قَدْ غَفَتْ .. فَمَنْ تَصَوَّرَ أَخْضَرَ العِلْمِ قَدْ هَمِي
وَإِنْ تَكُنْ شَمْسُ الضِّيَاءِ مُشِعَّةً .. فَالنُّورُ يَأْتِي مِنْ شَفَاهٍ تَبْتَسِمِ
- أبيات من قصيدة (صدقة هذه أم فضيحة؟) للشاعر أحمد علي سليمان عبد الرحيم:
لعن النبي من الورى مَن صوّروا .. هل حُرمة التصوير أمرٌ مُبهم؟
لكنما قومٌ يُحبّون الريا .. ويُخالفون الشرعَ مهما عُلموا
جعلوا من الصدقات باب تنطع .. حتى يذل الحر ، وهْو مُكرّم
وإذا نصحتُ استكبروا ، وتندروا .. وإذا زجرتُ توعّدوا ، وتجهموا
أفضيحة هذي تؤدب سائلاً؟ .. أم جودُ مَن جادوا بكفٍ يلطم؟
يا قومنا توبوا ، ولا تتعمدوا .. فضح الفقير ، فإن ذاك محرم
عار عليكم ، والذي رفع السما .. فتورّعوا عن مثله ، وتعلموا
تعرف أيضًا على: بحث عن بر الوالدين
شعر عن الصدقه قصير
الصدقة الصغيرة رغم حجمها لها أثر عظيم في حياة الآخرين، فهي تعبير عن العطاء دون انتظار المقابل، حيث يبارك الله في القليل ليصبح كثيرًا، ويمنح السخاء قيمة معنوية تفوق قيمتها المادية، وفيما يلي أجمل شعر عن الصدقه قصير من قصيدة (الحمد لله بديع ما خلق) للشاعر ابن حيون:
قيل له من قبل الإجماع .. وذاك ما قد يقطع التداعي
لأنهم قد أجمعوا بأنه .. حاز التراث بعده وأنه
وضعه موضعه ولم يقم .. في ذاك خلق يدعي فيما زعم
وصية ولا ادعى ميراثا .. إذ حاز دون الوارث التراثا
فإن أتى بالحجة المخترقة .. أن الذي ترك كان صدقة
ابيات شعريه عن الصدقه الجاريه
الصدقة الجارية هي أثر خالد يبقى بعد رحيل الإنسان، وهي العمل الذي يمتد نفعه ليشمل الأجيال القادمة سواء كان في بناء مسجد، تعليم علم أو تقديم منفعة دائمة، فتظل شاهدًا على الخير المتواصل والذكرى الطيبة، ومن أجمل الأبيات التي قيلت عنها:
- قصيدة (صدقة جارية) للشاعر عزت الطيري:
تمشين صباحاً
كالظبى المختال
بسحر عذوبته البيضاء
تهبين الشعر
إلى الشعراء
والكحل الأسود
يهمى
من عينيك
إلى ألوان الرسام
والتفاح المتساقط
من خديك
إلى الجوعى
وهواء النعناع الهارب
من فمك العطرى
إلى مرضى الصدر
والرمان المتقافز
من شجر النهدين
إلى الطفل المفتون
بكرة المطاط
تهبين
وتهبين
كأنك إذ تمشين
صدقات جارية
تمشى !!
- قصيدة (مخصصات النسر الميت) للشاعرة سنية صالح:
إنه سكونُ الشعوب المُصابة
وألمُ الثوّار وهم يلتقطون الصدقةَ ويفرّون
وحين يُزَجُّون في الأقبية، تظلم روحهم
فتنتشرُ عصور صفراء
دمُها الحائلُ يشبهُ دمَ الحشرات
والثورةُ في الخارج تَثِبُ وتَثِبُ
تحاول أن تسترد كائناتها
فتتشابكُ الشرايين بالأوردة
ويختلط الدم الصاعد بالنازل
دمُ الثورةِ مع دمِ العبوديّة
ويتوغّل كلُّ شيءٍ بعيداً ليدنّسَ القلب
بينما يبحثُ أصحابُ البزّات الرسمية عن امرأةٍ
كي ينالوها خفيةً في مستودعاتهم
- قصيدة (صدقة جارية – الزوجة الفلبينية) للشاعر أحمد علي سليمان عبد الرحيم:
“لم يكنْ من أجل الدنانير حُبّي .. بل صدقتُ في الحب من كل قلبي
خيرُ زوج أهدانيَ الجودَ سَمتاً .. ثم أهدى نفسي هداية ربي
كان عَوناً على الشدائد نالت .. من حياتي ، والصدعُ تاق لرأب
كان نبراساً في حَنادس عيشي .. باجتهادٍ أضاء ذاتي ودربي
كان زوجاً عَفاً ، وخِلاً وفياً .. رغم أنْ لم يحيا الحياة بقربي
كان مقداماً ، لا يخاف المنايا .. مُكثراً من: يا ربنا ، أنت حسبي
كان عدلاً في كل شيءٍ وشأن .. والتحلي بالعدل من خير دأب
تعرف أيضًا على: بحث عن صلاة الجمعة
ختامًا إن شعر عن الصدقه يجعلنا ندرك أهميتها، وأنها رمزًا خالدًا للإنسانية وعلامة على النقاء الداخلي وحب الخير، وعندما يتجلى الكرم في صورة عطاء للمحتاجين، فإنه يعكس أسمى معاني الرحمة والتكافل.